في خضم المواجهة الساخنة بين الولايات المتحدة الأميركية، من جهة، وإيران، من جهة ثانية، والتي كادت تشعل حرباً في المنطقة، يبدو أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لجأ مجدداً إلى خيار تشديد العقوبات بدلاً من المواجهة المسلّحة.
إذ نقلت وكالة "رويترز"، اليوم السبت، عن ترامب قوله إنّ واشنطن "تتجه لفرض عقوبات إضافية على إيران". وكان ترامب يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض؛ وهو يستعد لمغادرة واشنطن متجهاً إلى منتجع كامب ديفيد، مشيراً إلى أنّه سيجري هناك مشاورات في الشأن الإيراني.
وأضاف الرئيس الأميركي الذي تراجع، أمس الجمعة، عن تنفيذ خطة عسكرية لضرب إيران بعد إسقاطها طائرة مسيرة أميركية فوق المياه الخليجية، أنّ العقوبات الإضافية على طهران "تهدف لمنعها من امتلاك سلاح نووي".
وأكد الرئيس الأميركي أنه في حال تخلّى الإيرانيون عن برنامجهم النووي، فإنّه سيكون "أفضل أصدقائهم".
وقال في تصريحات في حديقة البيت الأبيض، بحسب ما نقلته "فرانس برس"، "لن نسمح لإيران بحيازة سلاح نووي وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جداً، وسأكون أفضل أصدقائهم. آمل أن يحدث ذلك".
غير أنّ ترامب أكّد أنّ العمل العسكري ضد طهران "لا يزال مطروحاً على الطاولة".
من جهة ثانية، ذكر ترامب أنّ مستشار الأمن القومي جون بولتون، والذي تؤكّد أروقة البيت الأبيض أنه يتحكّم بمفاصل الملف الإيراني، من "الصقور بالتأكيد"، قبل أن يضيف "لكنه يستمع للجميع فيما يتعلق بإيران".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير، اليوم السبت، نقلاً عن مسؤولين مطلعين على اجتماع ترامب وكبار مستشاريه، داخل المكتب البيضاوي، مساء الخميس، قبل دقائق فقط من إلغائه قرار ضرب إيران، أنّ ترامب طرح أسئلة "حاسمة" على مستشاريه.
وسبق أن تم إطلاع ترامب بالتفصيل على مثل هذه الأسئلة في وقت سابق خلال ذلك اليوم، بما في ذلك تقدير البنتاغون لخسائر بشرية قد تصل إلى 150 ضحية إيرانية، غير أنّ انضمام بولتون إلى الاجتماع، مجادلاً بقوة لصالح تنفيذ الضربات، دفع الرئيس لطرح هذه الأسئلة مرة أخرى، بحسب الصحيفة.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران، التي بدأت أخيراً تعيد النظر في التزاماتها تجاه الاتفاق النووي الموقّع في عام 2015، بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده منه، منذ عام.
وسعت إدارة ترامب، منذ ذلك الحين، إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد إيران، متهمة إياها بدعم جماعات مسلحة، ومتابعة نشاطها في مجال الصواريخ الباليستية.
والشهر الماضي، كثّفت واشنطن من حملتها "الضغط الأقصى" من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" في المنطقة، رداً على مزاعم بأنّ إيران وحلفاءها يهددون بمهاجمة المصالح الأميركية.
وأعرب ترامب نفسه عن أنّه لا يريد حرباً مع إيران، ومثله فعل المرشد الإيراني علي خامنئي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين، بينما رفض الجانبان حتى الآن إجراء محادثات، حيث دعا ترامب الزعماء الإيرانيين إلى الاتصال به أولاً، فيما رفض الإيرانيون أي دبلوماسية تحت الإكراه، ولا سيما مع البيت الأبيض الذي تخلّى بشكل أحادي عن اتفاق دولي سابق.