"الموساد" يقود الحرب على حركة المقاطعة الدولية "BDS"

12 يونيو 2019
تشمل الحرب عقوبات على منظمات تتعاون مع الحركة(فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي كثفت إسرائيل جهودها الهادفة لمواجهة حركة المقاطعة الدولية (BDS)، وضمن ذلك فرض عقوبات على منظمات يشتبه أنها تتعاون معها ومطالبة دول أوروبية باعتبارها منظمة "معادية للسامية"، كشف النقاب عن أن جهاز "الاستخبارات للمهام الخاصة" (الموساد) يؤدي دورا رئيسا في الحرب التي تخوضها تل أبيب ضد الحركة.

وذكرت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن مضامين يوميات جلعاد أردان، الذي يشغل منصبي وزير الأمن الداخلي ووزير الشؤون الاستراتيجية، المسؤول عن إدارة الحرب على (BDS) دللت على أن الموساد انضم للجهود الهادفة إلى إحباط جهود الحركة في أعقاب لقاء جمع أردان برئيس الجهاز يوسي كوهين، مشيرة إلى أن المقربين من أردان حاولوا عدم الكشف عن دور هذا الجهاز في المواجهة.

وأشارت نوعا لاندو، المراسلة السياسية للصحيفة التي أعدت التقرير، إلى أن تعمد رجال أردان عدم إبراز دور الموساد في مواجهة (BDS) هدف إلى عدم الكشف عن أنماط العمل السري التي تتبعها إسرائيل في محاربتها للحركة.

وأشارت لاندو إلى أنه يتضح أن ديوان مستشار الأمن القومي وشعبة الاستخبارات يتعاونان مع وزارة الشؤون الإستراتيجية في مواجهة (BDS)، لافتة إلى أن أردان التقى مستشار الأمن القومي مئير بن شبات ورئيس شعبة الاستخبارات في الديوان بهدف التوافق على خطوات لمواجهة الحركة.

ولفتت المراسلة السياسية إلى أن أردان التقى بممثلي المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والعالم بهدف الاستعانة بخدماتها في إحباط أنشطة (BDS)، مشيرة إلى أن من ضمن المنظمات التي تقوم بدور مهم في هذه المواجهة: اللجنة اليهودية الأميركية (AJC)، ومنظمة "بني بريت" العالمية، واتحاد المنظمات اليهودية في فرنسا، والحركة الإصلاحية في الولايات المتحدة.

وحسب لانداو، فقد عمد أردان إلى التواصل مع قادة ودبلوماسيين أجانب، داعياً إياهم إلى لعب دور في محاولة إفشال أنشطة (BDS).

ويتضح من التقرير أن قادة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية يشاركون بكثافة في الأنشطة الدعائية التي تنظمها وزارة الشؤون الإستراتيجية في أرجاء العالم، حيث إن معظمهم قد هاجر من الولايات المتحدة ويتحدث الإنكليزية بطلاقة.

وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل في إطار حربها على (BDS) عمدت إلى تدشين شركة خاصة غير ربحية، أطلقت عليها في البداية "مقلاع سليمان" ثم غيرت اسمها إلى "كونتسيرت"(حفلة موسيقية)، وتعكف على بلورة وتنفيذ أنشطة للتأثير على وعي الجماهير في الدول الغربية والتصدي لحملات "نزع الشرعية" التي تنظمها(BDS)، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية حرصت على عدم إبراز أي علاقة لها بالشركة المذكورة.

وذكرت "هآرتس" أن موازنة الشركة المذكورة تبلغ 256 مليون شيكل (حوالي 71 مليون دولار)، مشيرة إلى أن نصف هذا المبلغ يتم اقتطاعه من الموازنة العامة الإسرائيلية، في حين يتم تجنيد النصف الثاني من تبرعات من رجال أعمال يهود.

ولفتت مراسلة الصحيفة إلى أن مجلس إدارة الشركة المذكورة يضم كلا من يوسي كوبرفسور، الذي قاد سابقا لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، ووكيل وزارة الخارجية ومستشار نتنياهو السياسي الأسبق دوري غولد، والسفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة رون فراوشر، ورجل الأعمال الإسرائيلي ميخا أفني، وعاموس يادلين، رئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" والقائد الأسبق لـ"أمان"، ويعكوف عامي درور مستشار الأمن القومي الأسبق.

وأضافت أن أحد الذين يسهمون في تمويل أنشطة الشركة الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أديلسون، الذي يعد أحد أهم المتبرعين لحملة الرئيس دونالد ترامب والمرشحين الجمهوريين ومالك صحيفة "يسرائيل هيوم"، كبرى الصحف الإسرائيلية.


إغلاق 30 حساباً مصرفياً

من جهة ثانية، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم عن مصدر في وزارة الشؤون الإستراتيجية قوله إن إسرائيل قامت على مدى العامين الماضيين بإغلاق 30 حسابا مصرفيا لمنظمات أهلية تدعي أنها على علاقة بحركة المقاطعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تتعامل مع المنظمات التي ترتبط بحركة المقاطعة تماماً كما تتعامل مع المنظمات التي تتعاطى مع تشكيلات إرهابية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الوزارة قوله إن هذه المنظمات تقدّم نفسها كمنظمات تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن إحدى هذه المنظمات هي "صامدون" التي تعنى بالدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

إلى ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم عن أن إسرائيل طالبت الحكومة الألمانية بإصدار تشريع يعتبر حركة المقاطعة الدولية حركة "معادية للسامية" وحظر أنشطتها بالمطلق.