يسود الهدوء والترقب على تخوم العاصمة الليبية طرابلس جنوباً وسط وصول تعزيزات عسكرية متوالية لطرفي القتال، قوات حكومة الوفاق واللواء المتقاعد خليفة حفتر، في وقت تؤكد فيه مصادر عسكرية ميدانية وجود استعدادات لـ"معركة فاصلة" قريباً.
وعن الأوضاع الحالية أكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، أن الهدوء يغلب على الأوضاع وسط اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر.
وقال لـ"العربي الجديد" إن سلاح الجو استهدف ليل البارحة تمركزات ومخازن للذخيرة في مناطق بورشادة وبوغيلان في غريان.
وتركز قوات الحكومة على استهداف مواقع حفتر في غريان الواقعة بنحو 90 كيلومتراً غرب العاصمة التي تعتبر مركزاً رئيساً لإمدادات قوات حفتر، حيث تربطها طرقات بقاعدة الجفرة. وتتوفر على مهبط جوي لنقل الإمدادات جواً من شرق البلاد.
وفيما لم يفصح قنونو عن أي جديد في ميدان المعركة، قال القائد الميداني بقوات حكومة الوفاق، أحمد بوشحمة، إن "إمدادات عسكرية كبيرة وصلت من مصراتة ومدن بغرب ليبيا باتجاه محاور القتال جنوب العاصمة"، مشيراً إلى أن موقف قوات الحكومة "دفاعي حتى الآن".
وأكد بوشحمة في حديث لـ"العربي الجديد" أن "التحشيد الحالي يمهد لمعركة فاصلة تُطوى بها صفحة احتلال حفتر وقواته لجنوب العاصمة والمناطق القريبة في غرب البلاد عبر خطة عسكرية محكمة"، دون أن يدلي بتفاصيل حول ساعة بدئها.
ونشر المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مساء أمس الجمعة، خبراً عن وصول تعزيزات من ثكنات المنطقة العسكرية الوسطى ممثلة في أسلحة ثقيلة، ومثلها من المنطقة العسكرية الغربية، وعمليات تجري لنقل إمدادات لمحاور القتال في منطقتي بوشيبة والهيرة شمال غريان.
وفي المقابل نشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر فيديوهات وصوراً توضح وصول إمدادات عسكرية كبيرة عبر قاعدة الجفرة إلى غريان وترهونة، استعداداً للدفع بها لمحاور القتال جنوب العاصمة.
من جانبها أكدت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق استمرار قوات حفتر في استهداف المنشآت المدنية، مؤكدة أن "القصف العشوائي الذي طاول مجمع الكريمية للصناعات البلاستيكية بطرابلس" مساء أمس الجمعة "دليل على ذلك".
وأشارت الوزارة، في بيان لها ليل أمس الجمعة، إلى أن "القصف خلف أضراراً مادية جسيمة بالمجمع"، مؤكدة أن "القصف جريمة جديدة تضاف لجرائم حفتر" وأنها مصرة على ملاحقة حفتر بالقصاص القانوني منه.
وأعلن حفتر في 4 إبريل/ نيسان الماضي، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام طرابلس، بينما ردّت حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، بإطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء على العاصمة الليبية.
وجاءت عملية حفتر قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، الذي كان مقرراً بين 14 و16 إبريل/ نيسان الماضي، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية، وتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.