وأضاف "الأعمال الإجراميّة التي حدثت مؤخّراً تستدعي منّا جميعاً العملَ بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون".
واعتبر العاهل السعودي أنّ "عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبيّة للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكل الذي نراه اليوم".
وأضاف "استطعنا في الماضي تجاوز العديد من التحديات التي استهدفت الأمن والاستقرار، وكذلك الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا".
وتابع: "سنعمل معاً لمواجهة كافة التحديات والتهديدات"، مؤكداً أن "المملكة ستبقي يدها ممدودةً للسلام، وسوف تستمر بالعمل في دعم كافة الجهود للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وأفاد بأن "المملكة حريصة على تجنيب المنطقة ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لكافة شعوبها بما في ذلك الشعب الإيراني".
من جانبه، ناشد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، دول مجلس التعاون الخليجي وضع حد للخلاف الذي أضر بمصالحها.
وشدد الصباح في كلمته على أهمية تجاوز دول مجلس التعاون الخليجي ما يعكر صفوها ووضع حد للخلاف الذي عصف بها وأضر بمصالحها وصدع وحدة موقفها.
وقال: "تمكنا عبر أربعة عقود مضت من الحفاظ على مكاسبنا وتطوير آليات عملنا الخليجي المشترك ومواجهة العديد من المخاطر والتحديات".
وحذَّر من أنه في "ظل الأوضاع المريرة التي نواجهها سنبقى عاجزين عن منح الأمل والتفاؤل لشعوبنا التي أرهقها خلافنا وآلمها استمراره".
وأشار إلى التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة التي تنبئ بتداعيات خطيرة على أمنها واستقرارها تشكل مدعاة لنا جميعا بأن نستشعر ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات.
ولاحقاً، دعت القمة الخليجية الطارئة، إيران إلى تجنيب المنطقة مخاطر الحروب، حيث استعرض البيان الختامي الصادر عن القمة، والذي طغى عليه توجيه انتقادات إلى إيران، "ظروف المنطقة الاستثنائية وتحدياتها الخطيرة نتيجة الهجمات الأخيرة على الإمارات والسعودية"، وما لذلك من تداعيات وتهديد مباشر للأمن والسلم في المنطقة".
وأكد "ضرورة أن تقوم إيران بتجنيب المنطقة مخاطر الحروب والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ووقف دعم الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".
وشدد على أن "أمن دول مجلس التعاون (الخليجي) وحدة لا تتجزأ، وأن أي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعاً".
كما استعرض المجلس "السياسة الدفاعية لمجلس التعاون القائمة على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل".
في السياق ذاته أكد "قوة وتماسك مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه".
وأدان البيان "هجمات الحوثيين على محطتي نفط بالرياض، وإطلاق الصواريخ الباليستية التي بلغ عددها أكثر من 225 صاروخاً باتجاه السعودية"، وفق البيان.
كما أدان "تعرض أربع سفن تجارية مدنية لعمليات تخريبية في المياه الإقليمية للإمارات".
ودعا البيان الختامي للقمة، إيران إلى "التزام مبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها".
كما دعا طهران إلى "تجنيب المنطقة مخاطر الحروب وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".
ونوه البيان الختامي إلى "مستوى التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية وتعزيز التعاون الخليجي الأميركي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية".
وأشار إلى وجود "اتفاقيات ثنائية بين دول المجلس والولايات المتحدة الأميركية لما يحقق أمن واستقرار المنطقة"، دون تفاصيل أكثر.
وجدد البيان "تأييد الاستراتيجية الأميركية تجاه إيران" مشيداً بـ"الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة لمواجهتها".
وعلى وقع استمرار التوتر المضبوط بين الولايات المتحدة وإيران، استضافت السعودية قمتين عربية وخليجية طارئتين في مكة، على أن تليهما غداً الجمعة قمة منظمة التعاون الإسلامي بهدف رئيسي هو حشد أكبر عدد ممكن من الدول في مواجهة طهران.وترأّس القمّة الخليجيّة العاهل السعودي، وحضرها نجله ولي العهد محمّد بن سلمان، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس وزراء قطر الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، ووليّ عهد أبوظبي محمّد بن زايد آل نهيان، والعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، وشهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان العماني قابوس بن سعيد.
وتعد مشاركة رئيس وزراء قطر في القمة، أرفع زيارة لمسؤول قطري إلى السعودية منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران 2017، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار جوي وبري على الدوحة بدعوى "تمويلها للإرهاب"، فيما رفضت الدوحة هذه الاتهامات، وقالت إنها محاولة للمسّ بسيادتها وفرض الوصاية على قرارها المستقل.
وقبيل القمتين، كانت طهران تصدر موقفاً لافتاً بإعلانها الاستعداد للتفاوض مع واشنطن ولكن بشروط، وذلك بعد تأكيد ترامب أنه لا يريد تغيير النظام في طهران، مع تمسك الأخيرة باستعدادها لمواجهة أي حرب، في وقت كان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يزور أبوظبي، متهماً منها طهران بالوقوف وراء الهجمات على أربع سفن قبالة سواحل الفجيرة في 12 مايو/أيار الحالي، وذلك على عكس كلام ترامب الهادئ في الأيام الأخيرة.
(العربي الجديد، وكالات)