فرنسا: "السترات الصفراء" تواصل الاحتجاج عشية الانتخابات الأوروبية

25 مايو 2019
منظمو التظاهرات توعّدوا ماكرون بمواصلة الاحتجاجات (Getty)
+ الخط -
لم يكن يتصوّر كثيرون في فرنسا أن تتواصل احتجاجات حركة "السترات الصفراء" إلى ما قبل يوم واحد فقط من الانتخابات الأوروبية في فرنسا، وربما، حسب ما تقول صفحات "فيسبوك"، إلى الصيف وما بعده.

وهكذا لم يعد السؤال هو: "هل خرجت السترات الصفراء للتظاهر؟" بل كم هو عدد المتظاهرين؟ وهي أسئلة تحاول وسائل الإعلام تحليلها للتنبؤ حول استمرار أو توقف الحراك. كما أن السلطات الأمنية تترصدها، على أمل رؤية هذا الحراك، الذي أنهك قواها الأمنية، ولطّخ سمعتها، بعد أن أصبح كثيرون، ومنهم منظمات دولية كـ"أمنستي" والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، يتحدثون عن عنف بوليسي، تؤكده إصابة 3830 من المتظاهرين، في ستة أشهر من التظاهرات، بعضهم فُقئت أعيُنُهم أو تشوَّهت أجسادهم وبترت أعضاؤهم، وأدت أيضاً إلى اعتقال 8700 متظاهر.

وحسب إحصاءات وزارة الداخلية الفرنسية، فإن 12 ألفاً و500 شخص خرجوا للتظاهر، اليوم السبت، 25 مايو/ أيار، الذي يوافق الأسبوع الثامن والعشرين من هذا الحراك الاجتماعي، الذي دخل في شهره السابع. في حين أن إحصاءات "السترات الصفراء" تتحدث عن 35 ألفاً و104 متظاهرين في عموم فرنسا، لحد الساعة السادسة مساء.

وقد خرج أكثر من 2000 متظاهر في باريس، هذا اليوم، في تظاهرتين، إحداهما غير مرخصة، وهو ما أثار غضب السلطات الأمنية، والتي دفعت القوى الأمنية لمحاولة وقفها واستخدام الغازات المسيلة للدموع، وشاركت فيها وجوهٌ معروفة من الحراك، على رأسها إيريك دْرُووي.

وقامت السلطات الأمنية، وبشكل استباقي، بأكثر من 5000 عملية مراقبة وتفتيش، إلى حدود الثانية بعد الظهر، وأوقفت 64 شخصاً.


كذلك خرج 2000 متظاهر في مدينة أميان. وكانت "السترات الصفراء" قد دعت إلى تظاهرة وطنية كبرى في هذه المدينة. وقد شاركت فيها شخصيات سياسية ونقابية، ومن بينها النائب عن "فرنسا غير الخاضعة"، فرانسوا روفان، وعدد من قياديي نقابة "سي جي تي" العمالية.

ولم تَخلُ هذه التظاهرة من صدامات بين القوى الأمنية وبين مجموعات من المتظاهرين، اعتبرت السلطات الأمنية أن من بينهم "مئات عبّروا عن سلوك عدواني"، بالإضافة إلى نحو مائة من عناصر "بلاك بلوك" اليسارية المتطرفة. وقد استخدمت القوى الأمنية الغازات المسيلة للدموع وتبادلت مع المتظاهرين استعمال بعض المقذوفات، وقد أسفرت المواجهات عن إيقاف 30 متظاهراً.

كذلك كانت تظاهرة تولوز كبيرة، إذ خرج فيها أكثر من 2000 متظاهر، عبروا فيها عن عدائهم للرئيس ماكرون، وهي نفس الشعارات التي انطلقت قبل ستة أشهر.

وفي مونبولييه، تظاهر 1000 شخص، ورددوا شعارات معادية للرئيس إيمانويل ماكرون، ووزير داخليته، كريستوف كاستانير، ووزير التربية الوطنية، جان ميشيل بلانكي، في إدانة لصمت الرئيس، كما يقولون، وللقمع الدي يعبر عنه وزير الداخلية، وأيضاً في انتقاد لإصلاح التعليم، الذي يتصدّى له وزير التربية الوطنية.

وعلى الرغم من "الصمت الانتخابي"، فإن متظاهري مدينة ستراسبورغ، وكان عددهم يقترب من ألف شخص، سخروا من الانتخابات الأوروبية، التي لا تفعل سوى "إرسال أناس معروفين إلى البرلمان الأوروبي"، وفق رأيهم.

كذلك خرج مئات من المتظاهرين في مدن نانت وليل وليون وديجون وروان وهافر وكان ومارسيليا.​
المساهمون