كشفت التصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة اليمنية ضد التحالف السعودي-الإماراتي في الأسابيع الأخيرة، عمق الخلافات التي باتت تحكم علاقة الطرفين، في ضوء جملة من الممارسات التي تنفذها أبو ظبي والرياض في جنوب البلاد وشرقها، فضلاً عن المآل الكارثي للأوضاع العامة، في العام الخامس للتدخل العسكري للتحالف، الذي يرفع شعار دعم "الشرعية" ضد انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وأطلق مسؤولون يمنيون، كان أبرزهم أخيراً، نائب رئيس الحكومة، وزير الداخلية أحمد الميسري، تصريحات غير مسبوقة، أثارت جدلاً في الأوساط اليمنية، بعدما تضمنت رسائل حادة عبّرت عن سخط السلطات اليمنية المعترف بها دولياً من ممارسات التحالف. واختصر الميسري الأمر بكلمات معدودة، قائلاً إن "برنامجنا هو الزحف شمالاً وليس "الزحف شرقاً"، في إشارة إلى أن الحكومة تركز على الحرب مع الحوثيين وانتزاع المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرتهم بما فيها العاصمة صنعاء، وليس المناطق الواقعة شرق اليمن التي تزدحم فيها الأجندة الإماراتية ـ السعودية الخاصة، على حساب الحكومة اليمنية والأهداف المعلنة للتحالف. مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤولون يمنيون بالحديث عن انحراف في أجندة التحالف ويهاجمون فيها الإمارات على نحو خاص، بوصفها الواجهة لجملة من الممارسات التي تقوّض الحكومة اليمنية، بما في ذلك دعم الانفصال وإنشاء القوات المناطقية غير الخاضعة للحكومة.
وأطلق مسؤولون يمنيون، كان أبرزهم أخيراً، نائب رئيس الحكومة، وزير الداخلية أحمد الميسري، تصريحات غير مسبوقة، أثارت جدلاً في الأوساط اليمنية، بعدما تضمنت رسائل حادة عبّرت عن سخط السلطات اليمنية المعترف بها دولياً من ممارسات التحالف. واختصر الميسري الأمر بكلمات معدودة، قائلاً إن "برنامجنا هو الزحف شمالاً وليس "الزحف شرقاً"، في إشارة إلى أن الحكومة تركز على الحرب مع الحوثيين وانتزاع المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرتهم بما فيها العاصمة صنعاء، وليس المناطق الواقعة شرق اليمن التي تزدحم فيها الأجندة الإماراتية ـ السعودية الخاصة، على حساب الحكومة اليمنية والأهداف المعلنة للتحالف. مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤولون يمنيون بالحديث عن انحراف في أجندة التحالف ويهاجمون فيها الإمارات على نحو خاص، بوصفها الواجهة لجملة من الممارسات التي تقوّض الحكومة اليمنية، بما في ذلك دعم الانفصال وإنشاء القوات المناطقية غير الخاضعة للحكومة.
ومع ذلك، فقد كان اللافت في تصريح الميسري بالحديث عن "الشرق"، الإشارة إلى الممارسات السعودية في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن، كما هو بطبيعة الحال لا يستثني جزيرة سقطرى التي يحضر فيها نفوذ الإمارات وسبق أن وصل بالأزمة بين أبو ظبي والحكومة اليمنية إلى ذروتها في مايو/أيار 2018.
وتصريحات الميسري التي أدلى بها خلال ما سمي "لقاء عدن التشاوري الأول"، صريحة في إيضاح جوانب الأزمة في العلاقة؛ فقد أشار إلى أن الحكومة اليمنية شريكة مع التحالف في الحرب المفترضة على "الانقلابيين الحوثيين"، وليست شريكة في إدارة "المناطق المحررة". وتحدث عن كمّ الاختلالات التي تعاني منها عدن، على سبيل تأكيد أن الحكومة اليمنية ليست مسؤولة عما يدور في المدينة، في ظل وجود العقبات التي تقف في طريق إنفاذ قراراتها من قبل القيادة الإماراتية في المدينة وحلفائها المحليين من أذرع أمنية وسياسية انفصالية.
4 أسباب تتصدّر أزمة الشرعية مع التحالف. السبب الأول متمحور حول التدخلات الإماراتية والعقبات التي تفرضها، في طريق عودة قيادة الشرعية اليمنية وتسليمها إدارة المناطق الجنوبية والشرقية، ومع أنها ليست قضية جديدة ولا تخفى تفاصيلها، إلا أن استمرار الأزمة وطول أمدها ينعكسان على وضع الشرعية، التي تستفيد في مجمل مواقفها المنتقدة للتحالف في الأشهر الأخيرة، من السخط الشعبي المتزايد ضد التحالف، الأمر الذي يمكن تلمّسه بمتابعة حجم الانتقادات الموجهة في السياق.
إلى جانب ذلك، برز سبب ثالث تمثّل في انهماك التحالف السعودي ـ الإماراتي بالقيام بالمزيد من الممارسات التي تقوّض سلطة الحكومة اليمنية، بما في ذلك مواصلة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي أنشطته ضد الشرعية وبروز تطورات على غرار الاحتفال بتخرج دفعات جديدة من القوات الموالية للانفصاليين بحضور قادة "الانتقالي". وفي المهرة شرقي البلاد، واصلت الرياض الممارسات التي تعزز نفوذها ووجودها العسكري في المحافظة البعيدة عن أي مبررات مرتبطة بالحرب مع الحوثيين، في ظل سخط محلي متزايد ضد هذا الوجود واتهامات للحكومة بالتنصل من مسؤوليتها إزاء مطالب المواطنين.
أما السبب الرابع فمتمثّل في الجمود الذي تمر به البلاد على الصعيدين العسكري والسياسي، إذ تمكّن الحوثيون في الأشهر الأخيرة من إخماد انتفاضة قبلية في محافظة حجة شمالي البلاد وتقدموا في الأسابيع الأخيرة بمحافظة الضالع بمحاذاة إب. كما يواصلون الإجراءات والقرارات التي تعمّق سيطرتهم في محافظات شمال البلاد، في حين يبدو التحالف منهمكاً بالنفوذ والأجندة الخاصة جنوباً وشرقاً. أما على الصعيد السياسي، فإن الحكومة اليمنية وفي ظل العقبات التي تواجهها من قبل التحالف، تظل عاجزة عن استثمار أي نجاحات، مثل انعقاد البرلمان للمرة الأولى.