بدء "مفاوضات الأيام الثلاثة" بين المعارضة السودانية والمجلس العسكري غداً

12 مايو 2019
المفاوضات تستمر ثلاثة أيام بدون توقف (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
أكدت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، اليوم الأحد، أن المفاوضات المباشرة بينها وبين المجلس العسكري ستبدأ رسمياً غداً الإثنين، وستستمر من دون توقف لمدة ثلاثة أيام، لحسم القضايا الخلافية.

وكان تحالف الحرية والتغيير قد رفض أمس السبت، دعوة من المجلس العسكري لاستئناف التفاوض بـ"النهج القديم" ذاته، الذي اعتبره "غير ذي جدوى"، واقترح "مفاوضات مستمرة مدتها 72 ساعة يكون بعدها الشعب على بيّنة".

وقال مدني عباس مدني، عضو الوفد المفاوض مع المجلس العسكري لـ"العربي الجديد"، إن المجلس وافق على فكرة المفاوضات المستمرة، مشيراً إلى أن "وفد الحرية والتغيير سيحمل معه خلال مفاوضات غد الاثنين رداً مكتوباً، يحتوي جملة من القضايا الخلافية مع المجلس العسكري للتفاوض حولها".

وأوضح أن أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين تتعلق بتصور كل طرف لنظام الحكم، الذي يريده المجلس العسكري نظاماً رئاسياً، وتريده قوى إعلان الحرية والتغيير نظاماً برلمانياً خلال الفترة الانتقالية، فضلاً عن الخلاف على مدة الفترة الانتقالية التي يقترحها المجلس العسكري بسنتين فقط، بينما تقترح قوى نداء السودان أربع سنوات.

من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي، في تصريحات صحافية اليوم، أن جلسات التفاوض بين المجلس وقوى "إعلان الحرية والتغيير" ستستأنف ظهر الغد الاثنين. وأضاف أن ذلك يأتي في أجواء أكثر تفاؤلاً بين الطرفين للوصول إلى اتفاق حول ترتيبات الفترة الانتقالية.

وفي تطور جديد أصدرت قوى "إعلان الحرية والتغيير" بياناً قالت فيه إنها نقلت موقفها التفاوضي للمجلس العسكري حوى عدداً من النقاط، أبرزها التأكيد على أن المنهج القديم في التفاوض لا يتسق مع مطالب الشعب السوداني في الخلاص والوصول بالثورة لمراميها سريعاً. وأشار البيان إلى أن الموقف يتطلب الالتزام بعدم التأخير في تهيئة مناخ الاستقرار وإزالة أسباب الأزمة السياسية والاحتقان والضغط الاقتصادي والخدمي، مطالبة بالدخول في التفاوض المباشر.
وشدد البيان على الإسراع بنقل السلطة للمدنيين من قوى الثورة المتمثلة في قوى "إعلان الحرية والتغيير"، مع مناقشة القضايا الخلافية المحددة بصورة مباشرة ومتواصلة تنتهي في 72 ساعة، حاثاً الشعب السوداني على التمسك بسلمية الثورية للعبور إلى أهدافها في الحرية والعدالة والسلام.

ومنذ 13 إبريل/ نيسان الماضي، أي بعد يومين من إطاحة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، تُجرى مفاوضات بين المجلس العسكري برئاسة الفريق الأول عبد الفتاح البرهان، وقوى إعلان الحرية والتغيير التي قادت الاحتجاجات في البلاد منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وحول ما يُثار عن إعادة هيكلة تحالف الحرية والتغيير، وما يقال عن خلافات بين مكونات التحالف، أكد مدني عباس مدني أن "الهيكل الحالي بالفعل هو هيكل خاص بفترة المقاومة، وأنه حرصاً على استمرارية التحالف بعد تكوين الحكومة الانتقالية، يتم التفكير جدياً في إعادة الهيكلة، لكنه ليس موضوعاً له الأولوية في الوقت الراهن، ولا يرتبط بالمفاوضات مع المجلس العسكري".


اعتصام قيادة الجيش

من جهة أخرى، قال تجمع المهنيين السودانيين في بيان له، إن الأحداث تسارعت في الساعات الأخيرة في ساحات الاعتصام أمام محيط قيادة الجيش السوداني، متحدثاً عن محاولات جرت لفضّ بعض المتاريس "أفشلتها روح المقاومة الجبارة لثائرات وثوار الميدان".


وأضاف البيان أن "الاعتصام تمدد إلى مساحات جديدة بفعل تصعيد جماهيري واعٍ لأهمية مواصلة المقاومة"، حاثّاً الجميع على "التوجه إلى القيادة العامة فوراً لمساندة المعتصمين"، كما دعا إلى "التحلّي بالهدوء وضبط النفس، والتمسك بالسلمية التامّة، وتفادي الدخول في أي مواجهات مع أي جهة مهما كانت الظروف".

وفي السياق، أعلنت قوى "إعلان الحرية والتغيير" اليوم، حملة تصعيدية جديدة، تبدأ اليوم الأحد وتستمر حتى السبت المقبل.

وبحسب بيان "الحرية والتغيير"، فإن الحملة تشمل مواكب مسائية إلى ميدان الاعتصام، على أن يخصص يوم الاثنين لمواكب مسائية داخل الأحياء، يصحبها عمل دعائي استعداداً للعصيان المدني.

وذكر البيان أن يوم الثلاثاء سوف تنتظم فيه مواكب خاصة بالمهنيين مع عمل دعائي للإضراب السياسي العام، على أن يترك يوم الأربعاء للمبادرات الفردية داخل ميدان الاعتصام، ويوم الخميس يخصص لمواكب تسليم السلطة لحكومة مدنية.

هرب شقيق البشير من السجن

إلى ذلك، قالت صحيفة "اليوم التالي" السودانية في عددها اليوم الأحد، إن العباس البشير شقيق الرئيس المعزول عمر البشير، هرب من سجن كوبر حيث كان يُحتجز بشبهة فساد إلى تركيا.

ولم تورد الصحيفة مزيداً من التفاصيل حول طريقة الهرب.

قتلى بسبب المياه

من جهة أخرى، لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب العشرات أمس وصباح اليوم، في اشتباكات قبلية بمدينة القضارف شرقي البلاد.

ووقعت الأحداث بسبب نقاش بين رجل وامرأة على سعر مياه يبيعها الرجل في المدينة، التي تعاني شحّاً حادّاً في مياه الشرب منذ سنوات، قبل أن ينتهي النقاش بمقتل المرأة، لتبدأ مواجهات بالأسلحة البيضاء والنارية وحرق للمنازل والمحالّ التجارية بين قبيلتين في المدينة.

وقال تجمع المهنيين السودانيين المعارض، إن الحادثة وقعت في سياق ندرة مياه الشرب في القضارف "وهي من أفاعيل الثورة المضادّة، التي لم تتوان عن استخدام اللجان الشعبية الفاسدة في قفل إمدادات المياه في مناطق عديدة، من بينها الخرطوم"، مطالباً الشعب بـ"التمسك بسلمية الثورة في المطالبة بالحقوق، وتعضيد دولة القانون باعتبارها المخرج الوحيد من دولة التخبط والفساد واللاقانون".