وبينت الصحيفة الإسرائيلية أن جولة التصعيد الأخيرة دللت على تطور كبير طرأ على ترسانة الصواريخ التابعة للمقاومة في غزة منذ انتهاء عدوان 2014.
وفي السياق، قال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، إنه تبين أن لدى "حماس" عدد صواريخ أكبر من تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية.
وأضاف ميلمان أن "حماس استخدمت لأول مرة طائرة من دون طيار صغيرة، تم إطلاقها بهدف استهداف مجموعة من الجنود"، مبيناً أن التقدير السائد في تل أبيب أن "حماس بإمكانها مفاجأة إسرائيل عبر شن هجوم إلكتروني ضد مؤسسات مدنية وعسكرية في المواجهات المقبلة"، على حد قوله.
ولفت إلى أن مؤيدي حزب الليكود أيضا يعون تماماً أن إسرائيل لم تتمكن من استعادة الردع في جولة التصعيد الأخيرة.
وحمل ميلمان إسرائيل المسؤولية عن جولة التصعيد الأخيرة، بسبب رفضها الوفاء ببنود تفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها عشية الانتخابات الإسرائيلية.
وشدد على أن النظام المصري، يمكن إسرائيل، من خلال جهود الوساطة، من إدارة الصراع ضد "حماس"، مشيراً إلى أن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تعي أن المخابرات المصرية ستعمل على مساعدة إسرائيل على تجنب الانجرار لمواجهة شاملة مع "حماس".
من جهته، قال المعلق العسكري لقناة التلفزة "13"، ألون بن دافيد إنه على الرغم من الضربات القوية التي نفذتها إسرائيل خلال جولة التصعيد الأخيرة، إلا أن المستوى السياسي والعسكري في تل أبيب ليس بوسعهما الزعم بأنه تمت استعادة قوة الردع الإسرائيلي في أعقابها.
وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، بين بن دفيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعي تماماً أنه لا يمكن حل مشكلة غزة بالوسائل العسكرية، مشيراً إلى أن القيادة الإسرائيلية تعي أنه من دون حل الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها غزة فإنه لا يمكن حسم المواجهة ضدها.
ولفت إلى أن نتنياهو يدرك أنه حتى لو تمت إعادة احتلال القطاع، فإن المشاكل التي تمثلها غزة لن تختفي.
وشدد على أن الحل الأمثل لمشكلة غزة يكمن في التوصل إلى تسوية طويلة الأمد تفضي إلى إحداث تحول جذري على واقع الحياة الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة وتضمن الأمن في جنوب إسرائيل، مشيراً إلى أن مثل هذه التسوية تخدم مصالح تل أبيب الاستراتيجية المتمثلة في تكريس الفصل السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
إلى ذلك، رجّحت صحيفة "معاريف" أن يبادر الاحتلال الإسرائيلي إلى استغلال أي جولة تصعيد مقبلة مع قطاع غزة، بهدف ضرب القوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وبحسب تقرير نشره موقعها، أشارت الصحيفة إلى أن بنك الأهداف المتعلق بالترسانة الصاروخية، التي يتوجب المس بها، يشمل: معامل إنتاج الصواريخ، الكادر البشري المسؤول عن تطويرها، والعناصر المسؤولة عن عمليات إطلاق الصواريخ، إلى جانب منصات الإطلاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن خط السكة الحديد الذي يربط عسقلان ببئر السبع يقع تحت تهديد صواريخ المقاومة بشكل مباشر.