ولم يوضح مالوي، قائد الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين، ما إذا كان سيرسل المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات إلى الممر المائي الاستراتيجي الواقع قبالة إيران، والذي يمر من خلاله خمس النفط المستهلك عالميا.
والمجموعة، التي تم تسريع نشرها بالشرق الأوسط من جانب إدارة الرئيس دونالد ترامب لتحذير إيران، انتقلت عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر أمس الخميس، وهي الآن تحت قيادة مالوي.
وقال مالوي في مقابلة عبر الهاتف لوكالة "رويترز": "إذا احتجت إلى جعلها تمر من المضيق فسأفعل ذلك... لست مقيداً بأي حال، ولا تواجهني صعوبة بأي شكل من الأشكال لتشغيلها في أي مكان بالشرق الأوسط".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت إنها سرعت نشر "لينكولن"، وأرسلت قاذفات إلى الشرق الأوسط، بعد معلومات استخبارية أميركية أشارت إلى تحضيرات إيرانية محتملة لشن هجمات على قوات أو مصالح أميركية.
وقال مالوي، في هذا الإطار، إن المعلومات الاستخبارية مرتبطة "بنشاط حقيقي رصدناه". وأوضح أنه "بالتأكيد كان ذلك كافياً بالنسبة لي... للقول إننا رأينا في هذا تهديداً".
ويقول مسؤولون أميركيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن إحدى المعلومات الاستخبارية أشارت إلى أن إيران نقلت صواريخ على زوارق. وقال أحد المسؤولين إن الصاروخ الذي جرى رصده على وجه التحديد يمكن على ما يبدو إطلاقه من سفينة صغيرة. وأشار المسؤولون أيضاً إلى مخاوف متزايدة من خطر فصائل مسلحة في العراق تدعمها إيران.
ولم يخض مالوي، الذي ستدعم قواته البحرية جهود الدفاع عن القوات الأميركية في المنطقة كلها، في تفاصيل المعلومات الاستخبارية الأميركية. لكنه أكد أن بعضاً من المخاوف الأميركية يتركز على الصواريخ الإيرانية.
وتابع: "قد يكون تعاملاً جديداً مع التكنولوجيا من جانب إيران"، مضيفاً أن الأسلحة "تندرج تحت فئة (الأسلحة) المزعزعة للاستقرار والهجومية بطبيعتها".
وبالإضافة إلى نشر "لينكولن"، أرسلت الولايات المتحدة أيضاً قاذفات من طراز "بي-52" إلى الشرق الأوسط للرد، وتدرس أيضاً إعادة نشر صواريخ "باتريوت" بعد سحب العديد منها من المنطقة العام الماضي.
وتعتبر المقابلة مع مالوي الأولى له منذ تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية".
وأكد القائد المشرف على القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط أن هذه القوات في حالة تأهب شديد. لكنه شدد على أن الجيش الأميركي لا يسعى أو يعد لحرب مع إيران.
وأوضح مالوي: "لست في وضع التخطيط لحرب ولم توكل إلي مهمة القيام بذلك... لكننا جاهزون تماماً للرد على أي عدوان ضد الولايات المتحدة أو الشركاء في المنطقة أو مصالحنا".
ورفض ترامب، خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، الإفصاح عما دفعه إلى إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" في المنطقة، بسبب ما جرى وصفها بتهديدات غير محددة، لكنه قال إن الإيرانيين أظهروا أنهم مصدر "تهديد كبير".
وحول قراره إرسال حاملة طائرات وقاذفات عدة من طراز "بي 52" إلى المنطقة، أشار إلى أن "لدينا معلومات لا تريدون أن تعرفوها".
ولفت ترامب إلى أن مخاطر المواجهة العسكرية موجودة "دائماً"، ولكنه أضاف: "نأمل ألا يحدث ذلك".
بدوره، هدّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الخميس بـ"ردّ سريع وحازم" على "أيّ هجوم" قد تشنّه إيران أو أيّ من حلفائها على مصالح أميركية. وقال بومبيو في بيان "نحن لا نسعى إلى الحرب" لكنّ "ضبط النفس الذي نتحلّى به حالياً لا ينبغي أن تفسّره إيران خطأً على أنّه افتقار للعزم".
وبحسب الوزير الأميركي، فإنّه "خلال الأسابيع الماضية، شكّلت جمهورية إيران الإسلامية مصدر سلسلة أعمال وتصريحات تهديدية أجّجت تصعيداً". ولفت بومبيو في بيانه إلى أنّ ما مارسته إيران "على مدى 40 سنة من قتل جنود أميركيين وشنّ هجمات على منشآت أميركية واحتجاز أميركيين رهائن، هو تذكير دائم لنا بأنّه يجب علينا الدفاع عن أنفسنا".
وأضاف: "على النظام في طهران أن يفهم أنّ أيّ هجوم من جانبه أو من جانب أيّ من أتباعه، أياً كانوا، ضدّ مصالح أميركية أو مواطنين أميركيين، سيلقى ردّاً سريعاً وحازماً من الولايات المتحدة". وتابع: "حتى الآن، كان الخيار التلقائي للنظام هو العنف، ونحن ندعو أولئك الذين هم في طهران ويرون طريقاً إلى مستقبل مزدهر من خلال نزع فتيل التصعيد إلى تغيير سلوك النظام".
(رويترز، العربي الجديد)