واعتبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، أن القصف الجوي على مطار معيتيقة "جريمة حرب"، وقال، في بيان له مساء الإثنين، إن "الهجوم يعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية لا تسمح بارتكابها كافة القوانين المحلية والمعاهدات، وتتنافى مع تعاليم الدين والقيم والمبادئ الإنسانية".
وأكد أن القصف تسبب في معاناة المواطنين وعرقل نقل الجرحى، ما اعتبره البيان "استهتاراً بأرواح المدنيين"، كما شدد على أن حفتر انتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، "بما تأكد لدينا من تجنيده للأطفال وقصف الأحياء المدنية بشكل عشوائي، ما تسبب في خسائر في الأرواح وإصابات بين المدنيين".
وتلقى السراج، اليوم الإثنين، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا خلاله "التطورات الأمنية والوضع في العاصمة بعد تصاعد حدة العنف".
وذكر بيان للرئاسي الليبي أن ماكرون أكد للسراج رفضه مهاجمة طرابلس وتهديد حياة المدنيين.
وفي وقت سابق، اعتبر المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة الهجوم على مطار معيتيقة "انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي الذي يحظر الاعتداءات على المنشآت التي يعول عليها المدنيون".
وأعرب سلامة، في بيان له مساء الإثنين، عن قلقه بشأن "مصير السكان المدنيين في خضم استمرار هذا التصعيد، وبالذات من عواقب الاعتداء على المطار"، مطالباً بـ"وقف فوري لأي عمليات جوية بغية وقف التصعيد والحد من احتمالات نشوب نزاع واسع النطاق واندلاع حرب أهلية مدمرة".
نواب ضد اقتحام طرابلس
من جهتهم، استنكر 49 عضواً من مجلس النواب، في بيان لهم اليوم الاثنين، اقتحام العاصمة والمدن المحيطة بها بقوة السلاح، مطالبين بضرورة "الوقف الفوري للقتال وعودة القوات المهاجمة إلى مقارها".
وشدد النواب على أن عملية اقتحام طرابلس "تحدث في أجواء يسودها حالة من التفاؤل بقرب انعقاد الملتقى الجامع، لتوحيد الرؤى تجاه خارطة طريق تنهي الأزمة في بلادنا، وتعجل بانتخابات رئاسية وتشريعية وفق قاعدة دستورية، وتعالج نقاط الخلاف حول إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية"، معربين عن "قلقهم البالغ" إزاء العمليات الجارية حول العاصمة طرابلس، و"ما يمكن أن تؤول إليه تلك الأحداث من تطورات وتداعيات خطيرة".
وأكد النواب الموقعون على البيان تمسكهم بـ"الحل السياسي ورفض الحل العسكري ولغة التهديد وفرض الأمر الواقع بالقوة"، وأن "هذا التصعيد الحاصل يشكل انتكاسة لرغبات العديد من الشباب في التخلي عن السلاح".
وشدد النواب على ضرورة "وقف القتال وعودة القوات المهاجمة لثكناتها وتحكيم لغة العقل وتغليب مصلحة الوطن".
المشري يطالب بالقبض على حفتر
وعلى صعيد متصل، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري حكومة الوفاق بتطبيق قرار سابق للمؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة بشأن "القبض على خليفة حفتر".
وقال المشري، في كلمة بثتها صفحة المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة، إن حفتر "شخص مدفوع بتدخلات إقليمية ودولية أحيانًا لغرض الاستيلاء على السلطة"، مؤكداً أن "عجلة الزمن لن ترجع للخلف وتعيد حكم العسكر لليبيا".
وأكد أن لديه معلومات تؤكد أن "حفتر يستعد الآن لجولة أخرى من القتال"، مشيراً إلى أنه "يستخدم قوات المعارضة السودانية لإدخالها في الجبهات الجنوبية لطرابلس"، مطالباً بضرورة محاسبة حفتر على خلفية تجنيده للأطفال، وأن "بعض الموقوفين خلال الاشتباكات من قواته لم يبلغوا سن التكليف الرسمي".
وشدد، خلال كلمته، على أن "ليبيا لن يكون فيها حل عسكري للأزمة"، مؤكداً ضرورة التداول السلمي على السلطة عبر صناديق الاقتراع.
وأشار إلى أن "أصوات الرصاص التي أصبحت قريبة من العاصمة طرابلس من الجهة الجنوبية جاءت بغرض الاستيلاء على السلطة بالقوة"، مضيفاً أن "ما يجري ليس صراعًا بين مناطق جغرافية، أو صراع أيديولوجيات، وإنما الصراع بين الديمقراطية وبين تكريس حكم عسكري"، مجدداً دعم المجلس لـ"جهود الأمم المتحدة الرامية لإحلال السلام في البلاد".
Facebook Post |
واشنطن ترفض حل أزمة ليبيا بالسلاح
وفي تعليق هو الثاني من نوعه منذ العملية العسكرية بطرابلس، جددت الولايات المتحدة رفضها لحل الأزمة الليبية عبر السلاح.
وشددت سفارة واشنطن بليبيا، عبر تغريدة في "تويتر": "لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا.. الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد وتقديم خطة لتوفير الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين"، بحسب "الأناضول".
كما حثت السفارة، في تغريدة أخرى، جميع الأطراف على وقف التوتر فوراً، معربة عن وقوفها إلى جانب البعثة الأممية في دعوتها إلى هدنة إنسانية للسماح لخدمات الطوارئ بالوصول إلى المدنيين والمصابين.
وفي وقت سابق اليوم جددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو، في بيان لها، دعوتها إلى هدنة إنسانية مؤقتة للسماح بتوفير خدمات الطوارئ والمرور الطوعي للمدنيين.
ودعت الولايات المتحدة، الإثنين، قوات حفتر إلى وقف الزحف "فوراً" تجاه العاصمة الليبية طرابلس.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بيان: "هذه الحملة العسكرية أحادية الجانب ضد طرابلس تُعرّض أرواح المدنيين للخطر وتُقوّض آفاق مستقبل أفضل لجميع الليبيين".
ووسط تنديد دولي واسع، أطلق حفتر، الخميس، عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، قابله احتشاد القوات الداعمة لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً لصده.
ويأتي التصعيد العسكري من جانب حفتر مع تحضيرات الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب) بين 14 و16 إبريل/ نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.