استهدفت طائرات تابعة للنظام السوري فجر اليوم الخميس مدينة سراقب، شرق إدلب، شمال غربي سورية، في استمرار لقصفها على المحافظة، الذي يأتي خرقاً لاتفاق سوتشي، فيما تحضّر المعارضة لاجتماع مصيري تناقش فيه الخروقات ومستقبل المحافظة.
وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن القصف الذي نفّذته طائرة حربية على منازل المدنيين أسفر عن إصابة العديد من الأشخاص، بينهم طفل وامرأة.
ويأتي هذا القصف في سياق الحملة التي بدأتها قوات النظام قبل نحو شهر وأسفرت عن مقتل نحو 100 مدني في محافظتي إدلب وحماة، في خرق لاتفاق سوتشي الذي توصّلت إليه تركيا وروسيا في سبتمبر/ أيلول الفائت، ونص على إقامة منطقة منزوعة السلاح ووقف إطلاق النار.
وفي هذا الصدد، قال قيادي بارز في الجيش السوري الحر فضّل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إن المفاوضات الأخيرة بين موسكو وأنقرة حول تنفيذ اتفاق سوتشي بكل بنوده "لم تثمر عن نتائج"، وأضاف أن الوضع بات معقداً جداً في ضوء القصف الجوي والمدفعي الذي لا يكاد يهدأ.
وكشف القيادي عن الإعداد لعقد مؤتمر عام يجمع القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة برعاية من الحلفاء على الحدود السورية-التركية، سيضم وفد قوى الثورة العسكري إلى مفاوضات أستانة، وقيادة الجيش الوطني، وقيادة الجبهة الوطنية للتحرير، والائتلاف الوطني، وهيئة المفاوضات، والمجلس الإسلامي السوري، وأهم الشخصيات الفاعلة.
وتوقّع أن يتجه الموقف في شمال غربي سورية إلى التصعيد، وربما فتح الجبهات بين المعارضة والنظام عقب التمادي الأخير لقوات النظام في تجاوز التفاهمات التركية-الروسية الخاصة بمحافظة إدلب ومحيطها، والذي وصل إلى درجة قصف مناطق بالقرب من نقاط مراقبة تركية في محيط المحافظة.
إلى ذلك، قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم، إن موسكو تتطلع إلى إحداث انعطاف جذري في وضع منطقة إدلب نتيجة مشاورات العسكريين الروس والأتراك.
وأوضحت في مؤتمر صحافي أن، الوضع الحالي في سورية، بشكل عام، يمكن تقييمه بأنه مستقر، وتبقى بؤر التوتر الرئيسية قائمة في محافظة إدلب، في شمال شرقي سورية وجنوبها، والوضع خطير للغاية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وأضافت قائلة: "في ظل هذه الظروف، واصل ممثلو وزارتي الدفاع في روسيا وتركيا عملهم، للتوافق على مجموعة من التدابير من أجل التنفيذ الفعال والكامل لمذكرة سوتشي المؤرخة في 17 سبتمبر/ أيلول 2018".