غموض يلف مصير إسطنبول في الانتخابات المحلية التركية

31 مارس 2019
شهدت الانتخابات التركية منافسة حامية(Getty)
+ الخط -

حبست تركيا أنفاسها في اللحظات الأخيرة لعمليات فرز أصوات الانتخابات المحلية التركية في وقت متأخر من مساء الأحد، مع غموض في حسم مصير بلدية إسطنبول الكبرى، حيث اقتربت المعارضة بشكل كبير من حسمها، في حين أعلن مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم فوزه في الانتخابات بإسطنبول.

وتوقف حساب الأصوات في نظام الفرز المعتمد، عند 98.78٪ من أصوات الناخبين في

إسطنبول، حصل بموجبها مرشح التحالف الجمهوري الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية، بن علي يلدريم على 48.71٪ من الأصوات، بمجموع 4 ملايين و111 ألفاً و219 صوتاً، مقابل حصول مرشح المعارضة في تحالف الشعب الذي يضم حزب الشعب الجمهوري المعارض والحزب الجيد، وحزب السعادة، وحزب الشعوب الديمقراطية، أكرم إمام أوغلو على 48.65٪ من الأصوات بمجموع 4 ملايين و106 آلاف و776 صوتاً، حيث توقف الفارق عند 4443 صوتاً فقط.

وإزاء هذا الغموض والتناقض، قال سعدي غوفن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، أن النتائج الرسمية ستعلن لاحقاً، بعد تسارع وتيرة حسم الأصوات، فيما قال يلدريم في تصريح مقتضب: "أعلن فوزنا في انتخابات بلدية إسطنبول، أشكر أهالي إسطنبول على الثقة التي منحوها لنا، بإذن الله سنحول إسطنبول إلى مدينة يعيش فيها 15 مليون شخص بسعادة وسلام"، ولكن مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، استنكر إعلان منافسه يلدريم فوزه قبيل استكمال فرز الأصوات.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه خسر فيما يبدو انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول  لكنه أضاف أنه لا يزال "الحزب الأول" في تركيا. وقال أردوغان للصحفيين في أنقرة "أغلبية الأحياء في اسطنبول كانت لنا أو تنافسية. ماذا يعني هذا؟ حتى إذا تخلى أناسنا عن رئاسة البلدية، فقد أعطوا الأحياء لحزب العدالة والتنمية". وقال أردوغان أيضا إن حزبه سيطعن على النتائج أينما دعت الحاجة. وأضاف أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة في الوزارات والمؤسسات لجعل نظام الحكم أكثر حيوية.


من جانبه قال فخر الدين ألتون رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية إن تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن نتائج الانتخابات في اسطنبول لا تتناقض مع إعلان فوز مرشح حزب العدالة والتنمية. كان مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم قد أعلن فوزه في اسطنبول في خطوة وصفتها المعارضة بأنها "تلاعب". 

وأعلن مرشّح المعارضة لانتخابات بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، فجر الإثنين، فوزه برئاسة بلدية كبرى مدن تركيا وذلك بعيد ساعات على إعلان منافسه، مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم، فوزه في هذه المعركة التي أظهرت نتائجها الأولية أن الفارق ضئيل للغاية بين الرجلين.

وقال إمام أوغلو "أودّ أن أعلن لسكّان اسطنبول، ولكل تركيا، أنّه وفقاً لأرقامنا، فمن الواضح أنّنا فزنا باسطنبول". وأكّد المرشّح المشترك لحزبي "الشعب الجمهوري" (اشتراكي ديموقراطي) والخير (يمين)، المعارضين أنّه يتصدّر الانتخابات بفارق يزيد عن 29 ألف صوت، وأنّه يستحيل على منافسه "اللحاق به".


وأظهرت النتائج في باقي الولايات تقدم المعارضة في ولايات أنقرة وإزمير، في حين حقق حزب العدالة والتنمية الحاكم تقدماً في ولايات جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية. 


وفي وقت سابق أظهرت نتائج الانتخابات المحلية التركية، بعد فرز أكثر من 75 في المائة من الأصوات، أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم حقق مكاسب ومُني بخسائر، أهمها مكاسب في مناطق جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية، مقابل خسارة أنقرة لمصلحة مرشح المعارضة.

وتمكن "التحالف الجمهوري" الذي يضم حزب "العدالة والتنمية"، وحليفه حزب الحركة القومية، بعد فرز 75.1 في المائة من الأصوات، من الحصول على ما نسبته 52.2 في المائة من الأصوات، مقابل 37.2 في المائة من الأصوات لمصلحة "تحالف الشعب" الذي يضم حزب "الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" و"حزب السعادة" وحزب "الشعوب الديمقراطي".

وبالنسبة لتوزع الأحزاب، فقد حقق "العدالة والتنمية" 45.8 في المائة من الأصوات، وحليفه الحركة القومية 6.4 في المائة، فيما حصل حزب "الشعب الجمهوري" على 30 في المائة، و"الحزب الجيد" على 7.2 في المائة، وحصل حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي القومي على 3.9 في المائة من الأصوات.

وعلى مستوى الولايات، حقق مرشح حزب "العدالة والتنمية" في إسطنبول، بن علي يلدريم، وهو مرشح "التحالف الجمهوري"، أكثر من 49.7 في المائة من الأصوات بعد فرز 88.3 في المائة، فيما حصل منافسه من "الشعب الجمهوري" من "تحالف الشعب" على 47.8 في المائة من الأصوات. 

وفي أنقرة، تمّ فرز 79 في المائة من الأصوات حتى الآن، حصل بموجبها مرشح "التحالف الجمهوري"، مرشح حزب "العدالة والتنمية"، محمد أوزهاسكي، على 47.7 في المائة من الأصوات، متراجعاً أمام مرشح "تحالف الشعب"، مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، منصور يافاش، الذي حصل على نحو 49.9 في المائة من الأصوات.

وفي إزمير، معقل العلمانية، فقد فرزت 72 في المائة من الأصوات، حقق فيها مرشح "الشعب الجمهوري" أكثر من 58 في المائة، فيما حصل مرشح "التحالف الجمهوري" على 38 في المائة.

وشكلت خسارة حزب "العدالة والتنمية" لبلدية أنقرة الكبرى ضربةً موجعةً له، فيما حفظ فوزه في إسطنبول حتى الآن ماء الوجه. وفي حال خسارته هذه المدينة، فإن حكم الرئيس رجب طيب أردوغان سيكون مهدداً بمطالب المعارضة بالذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
المساهمون