جزائريون يتصلون بـ"الإليزيه": لا تتدخل في شؤوننا

15 مارس 2019
يرفض الجزائريون التدخل الخارجي بحراكهم(بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -
على طريقة اتصالهم المكثف الأسبوع الماضي بمستشفى جنيف الذي كان يرقد فيه رئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أجرى جزائريون اتصالات هاتفية بقصر الإليزيه، يطالبون من خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدم التدخل في شؤون بلادهم

والثلاثاء الماضي، قال ماكرون خلال مؤتمر صحافي إنّه "يحيي قرار الرئيس بوتفليقة بالعدول عن الترشح لولاية رئاسية خامسة"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، معتبراً أن القرار "يفتح صفحة جديدة في التاريخ الجزائري". كما وجه ماكرون "تحية إلى الشعب الجزائري، لاسيما الشباب الذي عبّر عن تطلعاته ورغبته في التغيير". 

واستنكر منتخبون فرنسيون من أصول جزائرية (في بلديات ومجالس أقاليم بفرنسا) ترحيب ماكرون بقرار بوتفليقة سحب ترشحه لانتخابات أبريل/نيسان المقبل وفق وسائل إعلام محلية. 

ونشر موقع "كل شيء عن الجزائر" (موقعٌ خاص) أول من أمس الأربعاء رسالة لمنتخبين فرنسيين من أصول جزائرية تستنكر إعلان باريس دعمها للرئيس الجزائري. 

وقال المنتخبون إن "اختيار فرنسا للترحيب بهذا القرار، دون مراعاة البيئة القانونية الجزائرية، يعتبره غالبية الجزائريين بمثابة دعم للسلطة ضد دستور البلاد والشعب". 

وأضاف المنتخبون: "نحن الممثلين المنتخبين للجمهورية الفرنسية وممثلي المجتمع المدني، نتمسك بالصداقة بين بلدينا وشعبينا، ومرتبطون بالشعب الجزائري، بعلاقات أسرية وثيقة وثابتة. لكننا نأسف لهذا التصريح الذي قدمه ماكرون في وقت مبكر جداً للرئيس الجزائري الذي يتجاهل الرفض المطلق لهذه السلطة من قبل الشعب". 

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحات ماكرون أرقاماً قالوا إنها لقصر الرئاسة الفرنسي، داعين إلى الاتصال به لإعلان "رفض تدخل باريس في الشأن الجزائري". 

كما نشروا تعليقات يلتقي أغلبها في "دعوة الرئيس الفرنسي إلى حلّ مشاكله مع أصحاب السترات الصفراء، بدلاً من الاهتمام بالشأن الجزائري".

وتداول رواد مواقع التواصل، خاصة "فيسبوك" و"يوتوب"، فيديوهات تبرز اتصال جزائريين بقصر الإليزيه لمطالبة ماكرون بعدم التدخل في الشأن الجزائري. 

ونشر ناشط يطلق على نفسه اسم "ضد بوتلفيقة"، فيديو يبرز تشكيله رقم قصر الإليزيه يحادث مستقبل المكالمات قائلاً: "هل هذا قصر الإليزيه؟"، فيجيب المستقبل: "نعم"، ليقول الناشط: "أتصل بكم من الجزائر، هل يمكنني الحديث مع الرئيس ماكرون". وهنا، لا يرد المستقبل. ويعاود الناشط الاتصال، فيجيبه المستقبل "نعم هذا قصر الإليزيه، ماذا تريد؟"، فيرد المتصل: "أريد التحدث مع ماكرون"، وعندما يرد المستقبل بأنه "لا يمكنك ذلك"، يقول المتصل "بلّغه أن لا يتدخل في الشأن الجزائري، فهو قضية داخلية". 

ويظهر تسجيل آخر اتصال جزائري بالإليزيه بعد تشكيله الرقم قائلاً: "صباح الخير، هل يمكنني الحديث مع السيد ماكرون؟"، فيجيبه المستقبل: "للأسف لا، الحديث مع الرئيس غير ممكن، يمكنك أن تترك رسالة". فيسأله المتصل: "من فضلك، بلغه رسالة من مواطن يعيش في الجزائر، لا نريده أن يتدخل في شأن بلادنا، وليترك الجزائريين يقررون مصيرهم بأيديهم ويختارون من يشاؤون رئيسا لهم". 


وفي اتصال هاتفي آخر، قال أحد المتصلين ساخراً لمستقبلة المكالمات في إحدى الوزارات: "أتصل من شركة سونلغاز (شركة حكومية لتوزيع الكهرباء والغاز في الجزائر)، ولديكم فاتورة غير مدفوعة نسبتها 20 بالمائة من الغاز الجزائري منذ العام 2000، وجب عليكم دفعها". ترد المستقبلة: "أخطأت في الرقم، هذه وزارة". فيعاود المتصل المكالمة: "أنت تتصل بالوزارة". يجيبها المتصل: "نعم أتصل بالوزارة الأولى (ومقرها قصر ماتينيون بباريس)، وأبعث رسالة إلكترونية إلى ماكرون، أخبريه فيها أنّ فرنسا تأخذ ما نسبه 20 بالمائة من الغاز الجزائري مجاناً". 


وتأتي هذه الخطوة من الناشطين، في وقت صدرت تصريحات رسمية من وزير الخارجية رمطان لعمامرة "يرفض فيها التدخل بالشأن الداخلي للجزائر"، كما دعت أحزاب جزائرية معارضة دولاً مثل فرنسا والولايات المتحدة إلى عدم دعم النظام على حساب الحراك الشعبي وترك الجزائريين يحلون مشاكلهم داخلياً.


(الأناضول)

المساهمون