16 ولاية أميركية تطعن بدستورية إعلان ترامب للطوارئ... واحتجاجات لـ"سوء استغلال السلطة"

19 فبراير 2019
ارتفعت أصوات رافضي إعلان ترامب حالة الطوارئ (Getty)
+ الخط -

قدمت 16 ولاية أميركية، الإثنين، في سان فرانسيسكو دعوى قضائية للطعن في دستورية إعلان الرئيس دونالد ترامب حالة الطوارئ الوطنية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، في وقت شارك نشطاء في واشنطن وشيكاغو وعشرات المدن الأميركية في احتجاجات خلال عطلة (يوم الرؤساء) ضد "سوء استغلال ترامب للسلطة وانتزاع سلطات الكونغرس".

والدعوى التي قدّمت إلى محكمة فدرالية في كاليفورنيا تتّهم الرئيس بخرق الدستور في بندين، يتعلّق أوّلهما بتحديد الإجراءات التشريعية، ويمنح ثانيهما الكونغرس القرار النهائي في الشؤون المتعلّقة بالماليّة العامّة للدولة.

كما تتّهم الولايات الـ16 وزارة الأمن الداخلي الفدرالية بخرق قانون حماية البيئة، بسبب عدم تقييمها الأثر البيئي للجدار على ولايتي كاليفورنيا ونيو مكسيكو. وبحسب الدعوى، فإنّ ترامب "أغرق البلاد في أزمة دستورية بمحض إرادته".

وكان المدّعي العام لولاية كاليفورنيا كزافييه بيسيرا أعلن، في وقت سابق، أنّ ولايته وولايات أخرى ستتقدّم معاً بهذه الدعوى كونها تعتبر نفسها متضرّرة من قرار ترامب الذي يحرمها أموالاً مخصّصة في الأصل لمشروعات عسكرية وللمساعدات الطارئة في حالات الكوارث.

وبالإضافة إلى كاليفورنيا، فإن الولايات التي تقدّمت بالدعوى هي: كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، إيلينوي، ماين، ميريلاند، ميتشيغان، مينيسوتا، نيفادا، نيو جيرسي، نيو مكسيكو، نيويورك، أوريغون وفيرجينيا.



احتجاجات ضد "سوء استغلال السلطة"

في سياق متصل، شارك نشطاء في واشنطن وشيكاغو وعشرات المدن الأميركية في احتجاجات يوم الإثنين خلال عطلة (يوم الرؤساء)، ضد إعلان الرئيس دونالد ترامب حالة طوارئ وطنية لتوفير تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وقال منظمو الاحتجاجات من جماعة (موف أون.أورج) التي لا تهدف للربح، وغيرهم من المشاركين، إن إعلان ترامب "يمثل سوء استغلال للسلطة وانتزاعا لسلطات الكونغرس".

وقالت دارسي ريغان، المديرة التنفيذية لجماعة انديفايزبل شيكاغو، التي شاركت في تنظيم الاحتجاجات: "لا نتفق مع حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس ونقف بجوار زملائنا وأصدقائنا المهاجرين".

واجتذبت الاحتجاجات في شيكاغو وواشنطن بضع مئات من المتظاهرين ظهر يوم الإثنين. وقال المنظمون إنهم يخططون لتنظيم 250 احتجاجا تشمل مدن نيويورك ولوس أنجليس وسان فرانسيسكو.

وارتفعت في الولايات المتّحدة أصوات رافضي إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية بسبب الجدار الحدودي، ولم تقف هذه الأصوات عند حدود المعارضة الديموقراطية والاحتجاجات، بل تعدّتها إلى العديد من السناتورات الجمهوريين الذين اعتبروا لجوء الرئيس إلى هذا الإجراء الاستثنائي سابقة خطيرة وتجاوزاً لصلاحيات السلطة التنفيذية.

وكان الرئيس الجمهوري أعلن الجمعة حالة الطوارئ الوطنية، للتصدّي لما وصفه بـ"اجتياح" المخدرات والعصابات وتجار البشر والمهاجرين غير الشرعيين الحدود الأميركية مع المكسيك.

وتتيح حالة الطوارئ لترامب تجاوز الكونغرس، من أجل الحصول على أموال فدرالية من مصادر أخرى لتمويل بناء الجدار الحدودي، بعدما اصطدمت جهود الرئيس لإقناع الكونغرس برصد المال الكافي لتشييد هذا الجدار بحائط مسدود.

وبعد أكثر من عامين في البيت الأبيض وأسابيع من المفاوضات ومعركة ليّ ذراع حامية مع الديموقراطيين وأطول فترة إغلاق جزئي للمؤسسات الحكومية في تاريخ الولايات المتحدة، لم يحصل ترامب من الكونغرس إلا على ربع الميزانية اللازمة لبناء الجدار.



(فرانس برس، رويترز)