بغداد تفتح خطوط تواصل مع "قسد" لتسلّم عناصر "داعش" العراقيين في سورية

19 فبراير 2019
حالة استنفار كاملة على الحدود مع سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف مسؤول عراقي في بغداد، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تبحث إمكانية استعادتها عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي العراقيين الذين اعتقلتهم مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في سورية خلال الأسابيع الماضية، مشيراً إلى أنّهم "مئات الأشخاص، وكثير منهم متورطون بجرائم داخل العراق. كما أن هناك مدنيين أيضاً أجبرهم التنظيم على الانتقال معه كدروع بشرية".

وتدخل القوات العراقية أسبوعها الثاني في حالة استنفار كاملة على الحدود مع سورية تحسباً لتسلل عناصر "داعش" إلى داخل العراق أو انتقال المعارك مع الفصائل الكردية السورية المدعومة من واشنطن إلى الأراضي العراقية، حيث تجري معارك أطلق عليها "الأمتار الأخيرة" في منطقة الباغوز السوري المحاذية للعراق.

وتمكنت قوات الأمن، وفقاً لتقارير عسكرية عراقية، من إحباط عدد من محاولات التسلل تلك لمسلحين قادمين من سورية، في الأيام الماضية، كما أجبرتهم على التراجع وقتلت قسماً منهم.


وقال مسؤول في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تواصلاً مع قسد بشأن العراقيين الموجودين لديها من عناصر التنظيم وكذلك المدنيين".

وأكّد أنّ بغداد ترغب باسترداد مسلحي "داعش" المسلحين ومحاكمتهم وفقاً للقضاء العراقي، وكذلك وضع برنامج لعودة المدنيين أيضاً الذين يوجدون حالياً في معسكرات لجوء بالحسكة ودير الزور.

ولفت إلى أنّ "عدد المعتقلين من العراقيين كثير"، مرجحاً أنّ "من بينهم إرهابيون متورطون بجرائم داخل العراق".

وبين أنّ "ضباطا عراقيين من الاستخبارات يتولون التواصل مع قيادات بمليشيات قسد بهذا الخصوص، وبخصوص المدنيين الذين تقررت إعادتهم براً إلى نينوى والأنبار ونقلهم إلى معسكرات نزوح ريثما يتم التأكد من ملفاتهم الأمنية وإجراء جرد كامل للمعلومات عنهم".

يأتي ذلك بعد يومين من تصريحات للمتحدث باسم مليشيات "قسد"، مصطفى بالي، قال فيها إنّ "عدد المعتقلين الأجانب عدا العراقيين يبلغ 1300 معتقل لديهم"، مبيناً "أنهم طالبوا دولهم بتسلمهم، لمحاكمتهم لديها، بما أننا في شمال سورية لا نملك أرضية قانونية معترف بها، لكن لم يتم التجاوب معنا"، داعياً الأمم المتحدة إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بهم.


في هذه الأثناء، نفت قيادة العمليات العراقية المشتركة نية الجيش العراقي الدخول للأراضي السورية لمقاتلة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن القوات الأمنية مهمتها تأمين الحدود فقط.

وقال المتحدث باسم العمليات، العميد يحيى رسول، في بيان صحافي: "ننفي ما جاء بإحدى الوكالات الإخبارية عن أن القوات العسكرية والقطعات المشتركة متهيئة للدخول للأراضي السورية"، مؤكداً أنّ "هذا كلام غير صحيح".

وأضاف رسول: "واجبنا واضح هو تأمين الحدود العراقية السورية وأجرينا تحصينات وأدخلنا التكنولوجيا بالمراقبة وعززنا القطعات".