لافروف يحذّر واشنطن من التدخل في شؤون فنزويلا

12 فبراير 2019
لافروف أجرى اتصالاً بنظيره الأميركي (فرانس برس)
+ الخط -
حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي اليوم الثلاثاء مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، الولايات المتحدة من التدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، التي تشهد أزمة سياسية عقب إعلان رئيس البرلمان المعارض، خوان غوايدو، نفسه رئيسًا للبلاد، لتعترف به الولايات المتّحدة على الفور، قبل أن تلحق بها دول أوروبية، وفقاً لـ"روسيا اليوم".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية في أعقاب المكالمة الهاتفية: "أثناء مناقشة المسائل الملحة للسياسة الخارجية، حذر لافروف من أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، بما في ذلك باستخدام القوة، الأمر الذي تهدد به واشنطن خلافاً للقانون الدولي".
وأكد لافروف استعداد روسيا لإجراء مشاورات حول فنزويلا في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وتطرق الوزيران كذلك إلى الوضع في سورية، واتفقا على ضرورة مواصلة الحوار الثنائي من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وتبادلا الآراء كذلك عن اتصالات ممثلي الخارجيتين الروسية والأميركية بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية وبشأن التسوية في أفغانستان.
وفيما يخص نوايا واشنطن فرض عقوبات إضافية ضد روسيا بسبب قضية تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، أكد لافروف أن "هذه الخطوة غير المبررة من قبل واشنطن ستعقد الأمور في العلاقات الثنائية والأجواء على الساحة الدولية". وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المكالمة جرت بمبادرة الجانب الأميركي.


وكان دبلوماسي روسي كبير قال، أمس الإثنين، إن فنزويلا لم تطلب من روسيا المساعدة العسكرية، وسط تقارير عن متعاقدين عسكريين روس يوجدون في فنزويلا لحماية الرئيس نيكولاس مادورو.

وذكر ألكسندر ششتينين، رئيس إدارة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو لم تتلق أي طلب من هذا القبيل من كراكاس، وفقًا لما ذكرته تقارير إخبارية روسية.



وردّاً على سؤال حول المقارنة بين الوضع في فنزويلا وسورية، حيث شنت روسيا حملة عسكرية لدعم رئيس النظام بشار الأسد، قال ششتينين "هناك فرق كبير" بين سورية وفنزويلا، لكنه لم يذكر تفاصيل.

في الوقت نفسه، حذر الدبلوماسي الروسي الولايات المتحدة من توجيه دعوات إلى الجيش الفنزويلي لإسقاط دعم الرئيس نيكولاس مادورو، قائلاً إن ذلك يمثل "تدخلًا لا يمكن تصوره في الشؤون الخارجية لدولة ذات سيادة".

فنزويلا: واشنطن تقود انقلاباً علنياً
إلى ذلك، قال وزير خارجية فنزويلا غورغي فيريازا، الثلاثاء، إن بلاده تشهد حالياً انقلاباً علنياً هو الأول من نوعه، وتقوده الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى السيطرة على الثروة النفطية للشعب الفنزويلي.

وأشار فيريازا إلى أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو تدرس حالياً عرض الوساطة الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وتابع أن حكومة الرئيس الفنزويلي "مستعدة للجلوس على طاولة واحدة مع زعيم المعارضة خوان غوايدو بدون شروط مسبقة".
وأوضح أنه "لا توجد شروط مسبقة بين الفنزويليين، كل ما نطلبه أن تبتعد المعارضة عن واشنطن وساعتها نجلس ونحتكم إلى الدستور الذي يحكمنا جميعاً في فنزويلا".
ونفى وزير خارجية فنزويلا بشدة وجود "أزمة إنسانية" في بلاده.
وأردف قائلاً: "ما تحتاجه فنزويلا حالياً هو رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليها ورفع الحظر عن أصول تبلغ قيمتها 30 مليار دولار.. وإذا استمر ترامب في حصاره ستكون يداه ملطخة بالدماء".
وحول اجتماعه مساء الإثنين مع غوتيريس، قال الوزير: "كان اجتماعاً طيباً ناقشت معه تعميق أواصر التعاون بين الأمم المتحدة وفنزويلا في المجالات الاقتصادية التي تضررت من سياسات واشنطن".
وأضاف وزير خارجية فنزويلا: "ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية في بلادي في الوقت الحالي هو قيادة أول انقلاب عسكري علني في تاريخ بلدان أميركا الجنوبية".
واستطرد: "نحن كنا نسمع في الماضي عن انقلابات عسكرية تقودها واشنطن في أميركا الجنوبية بعد حدوثها بسنوات من خلال سجلات المخابرات الأميركية ذاتها.. أما الآن فواشنطن تقوم علانية بهذا الانقلاب ضد فنزويلا في وقت حدوثه".
ومضى قائلاً: "الرئيس الأميركي ومستشاره (للأمن القومي) جون بولتون يهددان علانية بغزو عسكري لبلادي، وهذا يتعارض تماماً مع ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على عدم جواز تهديد أي دولة عضو باستخدام القوة العسكرية".
وحول انقسام المجتمع الدولي إزاء الأزمة الفنزويلية، قال الوزير "لقد اجتمعت صباح اليوم بممثلي دول مجموعة عدم الانحياز (لم يذكر عدد حضور الاجتماع)، وجميعهم أكدوا مواقفهم الداعمة لبلادي ومساندتهم للرئيس مادورو وأعلنوا تضامنهم مع الشعب".
وأردف: "أي حكومة أو دولة تريد تقديم المساعدة للشعب الفنزويلي عليها أن تحترم ميثاق الأمم المتحدة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى إنه من العار أن تعترف أي دولة بمعارضة في دولة أخرى تقف في صف واشنطن".


(العربي الجديد، وكالات)