تحتدم المعارك بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، فيما واصلت قوات النظام والطائرات الروسية القصف على محاور القتال، فضلا عن استهداف مناطق سكنية مختلفة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات والمعارك تتواصل بين فصائل "الفتح المبين" وقوات النظام السوري بغطاء من الطيران الروسي، على محاور إدلب الجنوبية والشرقية، في المقابل قالت الفصائل إنها تصدت لعدة محاولات لقوات النظام على محور أم تينة بريف إدلب الشرقي، وتمكنت من قتل وإصابة عدد من قوات النظام في ظل استمرار الاشتباكات بين الطرفين.
وأوضحت عبر معرّفاتها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها استهدفت مواقع النظام في المنطقة بصورايخ "غراد" و"الفيل"، ودمرت قاعدة صواريخ مضادة للدروع على محور سهل الغاب غربي حماة، باستهدافها بصاروخ مضاد للدروع، ما أسفر عن مقتل طاقمها بالكامل.
وتشهد محاور ريف إدلب الجنوبي والشرقي اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ الأسبوع الماضي، وذلك بغطاء الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام السوري، مع محاولات تقدم مستمرة لقوات النظام.
وأعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير"، اليوم الأربعاء، عن تدمير قاعدة صواريخ مضادة للدروع ومقتل طاقمها بالكامل على محور الحاكورة في سهل الغاب بريف حماة الغربي إثر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.
وفي وقت سابق، أعلنت "الجبهة" عن صد محاولة تقدم لمليشيات النظام، على قرية أم التينة بريف إدلب الشرقي، وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدف المنطقة.
وكذلك أعلنت "هيئة تحرير الشام" عن خوض مقاتليها معارك عنيفة ضد قوات النظام على المحور ذاته، وقصفت بالمدفعية مجموعات النظام، التي حاولت التقدم على محور أم التينة.
وقالت "تحرير الشام" إنها تمكنت من قتل وجرح العشرات من ضباط وعناصر قوات النظام إثر عملية نوعية نفذتها على محور قتال أم التينة. وقال مصدر عسكري من "الهيئة" إن "جيش أبي بكر الصديق" التابع لها شن اليوم الأربعاء هجوما مباغتا على نقاط تمركز قوات النظام في محور أمّ التينة ما أسفر عن مقتل 10 منهم وجرح أكثر من 20 آخرين.
وكانت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" أطلقت السبت الماضي عملية عسكرية ضد مواقع النظام في ريف إدلب الجنوبي الشرقي تحت اسم "ولا تهنوا". ووفقا للفصائل المقاتلة فقد أسفرت المعركة حتى الآن عن مقتل وجرح أكثر من 110 من قوات النظام وحلفائها من المليشيات الإيرانية واللبنانية.
كما سقط عدد من القتلى والجرحى من عناصر قوات النظام اليوم الأربعاء، بغارات روسية استهدفتهم عن طريق الخطأ على محور قرية أم التينة في ريف إدلب الشرقي، وفق ناشطين.
والى جانب المعارك بين الجانبين، شن الطيران الروسي والمروحي التابع للنظام غارات على بلدات ومدن ريف إدلب الجنوبي والشرقي على منطقة النهر الأبيض بمحيط مدينة جسر الشغور غربي إدلب، وعلى بلدة أورم الجوز بمنقطة أريحا، فيما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدات الدار الكبيرة وكنصفرة، بحسب الدفاع المدني السوري.
وقال الدفاع المدني في منطقة أريحا إن طفلة قتلت وجرح سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال وامرأة نتيجة إلقاء مروحيات النظام السوري برميلين متفجرين على منزل في قرية بزابور التابعة لمنطقة أريحا، حيث عملت فرق الدفاع المدني على إسعاف الجرحى للمشافي القريبة.
كما أشار الدفاع المدني بقطاع معرة النعمان إلى إصابة سبعة مدنيين بينهم طفلتان وامرأتان نتيجة إلقاء طائرات النظام المروحية برميلين متفجرين على مزرعة البريج إحدى أحياء مدينة كفرنبل.
في غضون ذلك، علقت مديرية التربية والتعليم في إدلب الدوام في جميع مدارس منطقتي أريحا ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وذلك بسبب التصعيد العسكري المكثف من طيران النظام السوري والروسي على المحافظة.
وقالت المديرية في بيان لها "نظرًا للهجمة الشرسة التي تشنها طائرات الاحتلال الروسي واستهدافها جميع القرى والبلدات، تقرر تعليق الدوام في كل مدارس مجمع أريحا التربوي ليوم الأربعاء". وسبق ذلك تعليق الدوام في جميع مدارس مجمع معرة النعمان جنوبي إدلب، من قبل مديرية التربية والتعليم، الأحد الماضي، بسبب "الهجمة الوحشية لعصابات النظام" على المنطقة.