ظريف إلى موسكو بعد مناورات "حزام الأمن البحري"

30 ديسمبر 2019
ظريف يلتقي لافروف الإثنين (فاليري شاريفين/Getty)
+ الخط -
بُعيد انتهاء عسكريّي البلدين من مناورات بحرية في شمالي المحيط الهندي وبحر عمان، بمشاركة الصين، حمل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حقيبته الدبلوماسية متوجهاً نحو روسيا لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين الروس، بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي.

وأضاف موسوي أن زيارة ظريف تأتي في "إطار مشاورات مستمرة بين إيران وروسيا"، مشيراً إلى أنه سيجري مباحثات مع المسؤولين الروس بشأن العلاقات الثنائية، وآخر التطورات الدولية، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية، وصل وزير الخارجية الإيراني، مساء اليوم إلى العاصمة الروسية، ومن المقرر أن يلتقي، الإثنين، نظيره الروسي سيرغي لافروف. 

وفي تصريحات بعد وصوله إلى العاصمة الروسية، وصف ظريف العلاقات الإيرانية الروسية بأنها "استراتيجية"، مضيفاً أنه "في هذا الإطار هناك حاجة لإجراء تنسيق ومشاورا​ت وتبادل الآراء بشكل مستمر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية".

وأشار الوزير الإيراني إلى أن زيارته هذه هي الثامنة والعشرون له خلال ستة أعوام، معتبراً أن ذلك "دليل على العلاقات الوطيدة بين البلدين".

وأضاف ظريف أنه خلال اللقاء مع لافروف الإثنين "سنجري حواراً تفصيلياً بشأن المواضيع الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية".

ومن غير الواضح بعد ما الذي دفع الوزير الإيراني إلى أن يطير نحو روسيا، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، لكن ما يجعلها غير عادية ليس فقط أنها غير معلنة سلفاً، بل معطيات إقليمية ساخنة، أهمها تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني في سورية، والهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد المواقع الإيرانية في محيط منطقة "عقربا" جنوب دمشق، واحتدام الحرب بين "الحوثيين" والتحالف السعودي الإماراتي، واستفحال الأزمات السياسية في لبنان والعراق، والهجمات الأميركية على مقرات "الحشد الشعبي" المتحالف مع إيران في العراق، اليوم الأحد.

ويضاف إلى هذه الملفات اقتراب انتهاء المهلة الإيرانية الرابعة للأطراف الأوروبية في السادس من الشهر المقبل، بشأن تنفيذ تعهداتها بالاتفاق النووي، من دون قيام أوروبا بما تطالب به طهران، واعتزام الأخيرة تنفيذ المرحلة الخامسة لتقليص تعهداتها النووية، وكذلك مناورات "حزام الأمن البحري" المشتركة، التي أجرتها القوات البحرية الإيرانية والروسية والصينية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في شمالي المحيط الهندي وبحر عمان، قبل أن تنتهي مساء اليوم الأحد.

وبشأن هذه المناورات، قال وزير الخارجية الإيراني، من موسكو، إنها "مؤشر واضح على حقيقة أن إيران مستعدة للتعاون مع الجميع للحفاظ على أمن وحرية الملاحة في الممرات الدولية وهرمز".

كما اعتبر أن المناورات "تشير إلى أن هناك قوى عالمية مهمة لا تتماشى مع السياسات المتسببة بالتوترات في المنطقة".

زيارة نيويورك

وعلى صعيد متصل بزيارات ظريف الدبلوماسية، كشف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الوزير الإيراني سيزور نيويورك في التاسع من يناير/ كانون الثاني المقبل، للمشاركة في اجتماع لمجلس الأمن بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة بعد تلقيه دعوة من فيتنام بصفتها الرئيس الدوري للمجلس.

وأضاف موسوي أن هذا الاجتماع سيتناول ميثاق منظمة الأمم المتحدة، قائلاً إن ظريف يرغب بالمشاركة فيه "إذا ما أصدرت واشنطن تأشيرة الدخول له".

وهذه هي الزيارة الرابعة لظريف لنيويورك خلال الشهور الثمانية الماضية، التقى في الزيارات السابقة بمندوبي الرأي العام الأميركي ومشرعين أميركيين بالكونغرس.

وفيما يعزو بعض المراقبين الدافع الرئيس لزيارته الجديدة إلى إجراء مشاورات بهدف خفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة، إلا أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اعتبر أنها "زيارة عادية للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن"، مضيفاً أن مشاركة الوزير الإيراني في هذا الاجتماع الدولي "تشكل فرصة لإجراء نقاشات بشأن تعددية الأطراف والدبلوماسية والأحادية الأميركية".

كما أشار موسوي إلى أن بلاده ستعقد الدورة الثانية لمنتدى "حوار طهران" يوم الثلاثاء خلال الأسبوع المقبل، موضحاً أن محور نقاشات المنتدى سيكون مبادرة "السلام في هرمز"، التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال موسوي إن "مفكرين وخبراء وساسة من مختلف الدول سيشاركون في هذا المنتدى"، معتبراً أنه يشكل "فرصة جيدة لدراسة مشروع السلام في هرمز ومختلف أبعاده عن قرب".

وأعرب عن أمله أن يشكل المشروع "باكورة تعاون بين دول المنطقة"، مشيراً إلى أنه "إذا كان هناك غموض بشأنه سيتم إزالته من خلال مداولات المنتدى والحوارات التي ستجري فيه".

المساهمون