ذكرت صحيفة "خبر تورك" التركية، اليوم الأحد، أن الأطراف الدولية تسابق الزمن على الساحة الليبية لحسم الأمور ميدانياً، قبيل انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا في فبراير/شباط المقبل، حيث سيشكل ذلك الاجتماع فرصة لتحديد المواقف الدولية من ليبيا مستقبلاً.
وأفادت الصحيفة بأن تركيا أيضاً، كطرف دولي، تسابق الزمن وتستعجل إرسال قوات عسكرية لدعم صمود حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج وصولاً إلى مؤتمر برلين، فيما تسابق الأطراف الداعمة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الزمن من أجل حسم معركة طرابلس، لمنع حضور السراج ذلك الاجتماع الدولي، واكتسابه مزيداً من الشرعية الدولية.
وبيّنت الصحيفة التركية أن المنطقة ستشهد اضطرابات وصولاً إلى المؤتمر. وأوضحت أن "محور مصر، روسيا، السعودية، والإمارات يضغط لدعم حفتر، بالتعاون مع اليونان ودول أوروبية، فيما تضغط تركيا لدعم السراج، المعترف به أممياً ودولياً، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن "مصر قدمت الدبابات، أخيراً، وزاد القصف بالقرب من مطار طرابلس، بهدف سيطرة قوات حفتر على العاصمة".
وذهبت الصحيفة إلى أن المبعوث الأممي غسان سلامة كان قد طالب بأن تقرَّ مخرجات اجتماع برلين من قبل مجلس الأمن الدولي بقرار دولي، وهو ما يقلق المحور الداعم لحفتر أكثر، لذلك نظم الاجتماع على شكل (5+5)، أي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن مع مصر وإيطاليا والإمارات وألمانيا والجامعة العربية، ولأن تركيا باتت حاضرة أكثر تم ضمها للاجتماع، فيما طالبت تركيا بانضمام كل من تونس والجزائر وقطر للاجتماع، ولا يبدو أن هناك اعتراضا على مشاركة هذه الدول في الوقت الحالي، بحسب الصحيفة.
وعزت "خبر تورك" تخوف حفتر من الاجتماع إلى احتمال مطالبة الدول بالعودة لحدود الرابع من إبريل/نيسان، تاريخ بدء معركة طرابلس، موضحةً "هناك مؤشرات حول ذلك، وكل هذه التطورات تجعل من تركيا مستعجلة في تقديم الدعم لحكومة السراج، وهي عازمة على المضي قدماً، وتسرع في مرحلة تمرير التشريع البرلماني لإرسال القوات، مع زيادة هجوم قوات حفتر".
وكشفت الصحيفة أن البرلمان التركي مستعد لعقد اجتماعه في الثاني من يناير/كانون الثاني المقبل، بدلاً عن الثامن من الشهر ذاته، موعد انتهاء العطلة البرلمانية.
وفي هذا الإطار، أشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو يجتمع مع أكبر 3 أحزاب في البرلمان، وهي حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، وحزب "الجيد" المعارض، وحزب "الحركة القومية" المتحالف مع حزب "العدالة والتنمية"، غداً الاثنين، لشرح مواقف تركيا من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وبحسب الصحيفة التركية، فقد استبق حزب "الحركة القومية" اجتماع الاثنين، بالتأكيد أنه مستعد لعقد الاجتماع ودعم إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.
وخلص إلى أن موضوع ليبيا سيكون ذا أولوية لتركيا بعد الآن كما سورية. وأشارت إلى أن "الموقف التركي مهد لزيارة تعتزم القيام بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تركيا في الأسبوع الثالث من يناير المقبل، من أجل مناقشة الملفين السوري والليبي"، مبينةً أن "ليبيا ستكون حاضرة بشكل مكثف في السياسة التركية كما سورية، وذلك في الأيام المقبلة".