تبدي الأوساط الإسرائيلية والمنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قلقا عميقا إزاء ما تعتبره زيادة كبيرة في الأنشطة التي تنظمها حركة المقاطعة الدولية ضد إسرائيل (BDS) في الجامعات الأميركية.
وحسب تقرير صادر عن وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، فإن كل المؤشرات تدلل على أن مستوى أنشطة (BDS) تعاظم لدرجة أن مؤيدي إسرائيل لم يعودوا قادرين على التعبير عن ذاتهم وتنظيم أنشطة داخل حرم الجامعات الأميركية دفاعا عن إسرائيل وسياساتها.
وحسب التقرير، الذي اقتبست منه صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر اليوم، فإن نشطاء (BDS)، الذين تعاظم تمثيلهم في الجامعات الأميركية، لا يترددون في وصم كل من يحاول الدفاع عن إسرائيل بأنه "قاتل لأطفال فلسطين".
ولفت تقرير الوزارة المكلفة بمواجهة (BDS) إلى أن نشطاء الحركة يعملون على "تجذير الشعور بالذنب" لدى كل طالب أو جهة تحاول أن تنظم فعاليات للدفاع عن إسرائيل في الجامعات الأميركية، حيث يتم النظر للمدافعين عن سياسات تل أبيب بأنهم يستحقون التنديد والمقاطعة.
ونوه التقرير إلى أن نشطاء المقاطعة يقدمون المدافعين عن إسرائيل كمدافعين عن نظام الفصل العنصري، مدعيا أن الأمور وصلت إلى حد الاعتداء جسديا على من يجرؤ على الدفاع عن إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن الحكومة الفيدرالية كثفت من إجراءاتها ضد حركة المقاطعة الدولية ونشطائها، إلا أن المنظمات المنضوية تحت إطار هذه الحركة، في المقابل باتت تبدي خطا "هجوميا" أكبر.
واستند التقرير إلى نتائج بحث أجرته مبادرة أمشا "AMCHA Initiative" دلل على أن عام 2019 شهد زيادة بنسبة 70 بالمائة على الأنشطة المعادية لإسرائيل التي تنظم في الجامعات الأميركية، والتي يصفها التقرير بالأنشطة "المعادية للسامية".
وعلى الرغم من أن جميع الاعتداءات التي نفذت ضد اليهود في الولايات المتحدة نفذها أشخاص ينتمون إلى جماعات يمينية متطرفة، بعضها يجاهر بدعم ترامب، إلا أن التقرير يدعي أن "BDS" توفر بيئة تساعد على تنفيذ اعتداءات ضد اليهود الأميركيين.
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية "13" بثت مؤخرا فيلما وثائقيا كشف عن تعاظم تأثير حركة المقاطعة في الجامعات الأميركية.
ولفت الوثائقي إلى أن الطلاب المنضوين في إطار الحركة يقومون بتنفيذ أعمال مسرحية وفنية تصور الممارسات التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتحديدا ضد الأسرى في سجون الاحتلال.
يُذكر أن إسرائيل قررت عام 2015 تخصيص موازنة تبلغ 30 مليون دولار لتنفيذ أنشطة لمواجهة حركة المقاطعة الدولية، إذ منحت وزارة الشؤون الإستراتيجية مهمة الإشراف على تخطيط وإدارة وتنفيذ هذه الأنشطة بالتعاون مع المنظمات اليهودية في أرجاء العالم وتحديدا في الولايات المتحدة الأميركية.
من ناحية ثانية، تراهن إسرائيل على الفوز الكبير الذي حققه حزب المحافظين في بريطانيا في توفير بيئة تقلص من قدرة حركة المقاطعة الدولية على العمل داخل بريطانيا.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "12" أن مسؤولين في حزب "المحافظين" تعهدوا عشية الانتخابات الأخيرة بتمرير مشروع قانون يعتبر حركة المقاطعة معادية للسامية في حال حاز الحزب على أغلبية تسمح بذلك.