ويحصر الاتفاق مناطق الوسط في كل من الخرطوم العاصمة، وولايات الجزيرة، وسنار والنيل الأبيض، وجزء من ولاية النيل الأزرق.
وتجري مفاوضات السلام، التي ترعاها حكومة جنوب السودان، بين الحكومة و"الجبهة الثورية" في 5 مسارات، هي مسار دارفور، ومسار منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، والوسط، والشمال، والشرق، إضافة إلى مسار سادس بين الحكومة و"الحركة الشعبيةـ قطاع الشمال" بزعامة عبد العزيز الحلو. ووقع على اتفاق مسار الوسط من جانب الحكومة الفريق أول محمد حمدان (حميدتي) دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، ومن جانب "الجبهة الثورية" القيادي التوم هجو، وتوت قلواك عن فريق وساطة جنوب السودان.
وقال هجو، في تصريحات صحافية، إن "الاتفاق خاطب جذور الأزمة في السودان وقضايا الناس"، مشيراً إلى أن توقيعهم على الاتفاق "يمثل فأل خير وبداية طريق السلام الشامل".
وأوضح أن الاتفاق اشتمل على مبادئ عامة، أبرزها "مخاطبة القضايا الأساسية المتعلقة بالتنمية وقضايا المزارعين، وقضية مشروع الجزيرة والأراضي والحقوق بكل المنطقة الوسطى، إلى جانب التوزيع العادل للثروة وإيجاد الموطن والحياة الكريمة للسودانيين"، مبينا أن "الاتفاق لم يتحدث عن محاصصة أو مناصب، وهو اتفاق جامع لكل الناس وليس لحزب أو جماعة بعينها"، وطالب المجتمع الدولي بـ"دعم السلام في السودان".
وبحسب مصادر أخرى في جوبا، تحدثت لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فإن الاتفاق تضمن كذلك إنشاء بنك تنمية الوسط، وتعويض المزارعين في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأزرق، وزيادة عدد المستشفيات والمدارس، لا سيما المشافي المتخصصة في مرض السرطان.
من جهته، أكد رئيس فريق الوساطة بدولة جنوب السودان توت قلواك التزام جوبا بـ"تحقيق سلام نهائي في السودان"، مشيرا إلى أن "التفاوض في بقية المسارات يمضي بصورة إيجابية"، فيما عبّر رئيس "الجبهة الثورية" الهادي إدريس عن تفاؤله بنجاح المفاوضات التي ذكر أنها "تمضي بخطى ثابتة"، مؤكداً أن "كل المسارات سيتم التوقيع على اتفاق بشأنها، وأن عام 2020 سيكون عاماً للسلام".
من جانبه، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو، رئيس وفد الحكومة لمفاوضات جوبا، إن "الشعب السوداني موعود ببدء مرحلة التوقيعات على مسارات السلام"، وأكد، في كلمته خلال توقيع اتفاق سلام مسار الوسط، حرص الحكومة الانتقالية والتزامها بتحقيق السلام الشامل، وقال إن "السودان عاش عهودا من الحروب والخراب، وآن الأوان لأن يعيش في استقرار وسلام"، وتعهد بـ"دفع استحقاقات السلام".