تمكن رئيس الحكومة التونسية المكلف الحبيب الجملي من إذابة الجليد بين الأحزاب البرلمانية المتنافرة، من خلال خلق مساحة تفاوض مشتركة لتشكيل حكومي مرتقب، بعد اجتماع خماسي أزاح الفيتوات والخلافات جانبا.
وأكد المتحدث الرسمي باسم حزب "النهضة"، عماد الخميري، التوصل إلى اتفاق مبدئي بين حزبه وأحزاب "التيار الديمقراطي" و"تحيا تونس" و"حركة الشعب"، لتشكيل حكومة ائتلافية.
وقال الخميري في تدوينة، نشرها مساء اليوم الجمعة في صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن حركة النهضة "بذلت جهودا كبيرة في التفاوض ومرونة في التعاطي مع طلبات الأطراف السياسية، أفضت في النهاية إلى اتفاق مبدئي بين النهضة والتيار وتحيا تونس والشعب لتشكيل حكومة ائتلافية".
ويتطلب حصول حكومة الحبيب الجملي على تأييد 109 من أصوات نواب البرلمان (50 بالمئة +1) لاعتمادها.
ويبدو أن لقاء رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي برئيس حزب "تحيا تونس"، ورئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، مع محمد عبو رئيس حزب "التيار الديمقراطي"، أتى أكله ومكن من دفع المفاوضات إلى الانفراج، كما نجح في إذابة الخلاف مع حركة "الشعب" بعودة أمينه العام زهير المغزاوي إلى المفاوضات اليوم.
وينتظر أن يحسم اجتماع اليوم، بين الجملي ورؤساء الأحزاب الخمسة (النهضة والتيار والشعب وتحيا تونس وائتلاف الكرامة)، تركيبة الحكومة التي تتجه نحو التشكل قريبا بشخصيات حزبية تمثل أحزاب ائتلاف الحكم، مع إدخال مستقلين من الكفاءات في مجالات واختصاصات معينة.
وتعد مشاورات تشكيل حكومة الجملي من بين أطول المشاورات التي عرفتها مثيلاتها منذ الثورة، حتى إنه استمع إلى جميع الأطراف والشخصيات والمكونات، في وقت بلغت لقاءاته بأمين عام "اتحاد الشغل"، نور الدين الطبوبي، أربعة لقاءات معلنة، آخرها اليوم.