وأفادت وكالة الأنباء الحكومية بأن وزير الخارجية محمد الحضرمي أبلغ سفراء مجموعة الدول الخمس الدائمة من المعتمدين لدى اليمن، خلال لقاء بمقر إقامته في الرياض، مستجدات تنفيذ الاتفاق والعراقيل التي تحول دون التنفيذ.
وقال الحضرمي: "للأسف توجد هناك بعض العراقيل التي يضعها المجلس الانتقالي في طريق تنفيذ الاتفاق وعمل الفريق الميداني، وبعض الخروقات والاستحداثات"، معتبراً أنها "تعيق إحراز أي تقدم في الترتيبات الأمنية والعسكرية المشار إليها في الاتفاق وملاحقه".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن "هناك فريقين مشتركين للمتابعة والتنسيق المشترك من أجل متابعة تنفيذ الإجراءات والترتيبات الكفيلة بتنفيذ اتفاق الرياض"، وتحدث عن "حرص الحكومة على التنفيذ الكامل والمتسلسل للاتفاق".
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية اليمنية عن السفراء، خلال اللقاء، تأكيدهم على دعم بلدانهم لتنفيذ الاتفاق، واعتبار ذلك أمراً "يخدم مسار السلام الدائم في اليمن".
وجاءت تصريحات وزير الخارجية اليمنية بالترافق مع مرور أكثر من 40 يوماً على توقيع الاتفاق، والذي يتضمن ترتيبات تشمل انسحابات للقوات المدعومة من أبوظبي وحلفائها من عدن، وتشكيل حكومة جديدة، يشارك فيها "المجلس الانتقالي".
وعلى الضد من مضامين الاتفاق، أظهرت مجمل التطورات خلال الأسابيع تعثراً في التنفيذ، على صعيد ملحقي الاتفاق العسكري والأمني، حيث تقول الحكومة إن "الانتقالي" يضع العقبات أمام التنفيذ.
غريفيث يلتقي الحوثي
وعلى صعيد آخر، دعا زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، الاثنين، الأمم المتحدة إلى إيلاء "الجانب الإنساني" أهمية في جهودها، فيما انتقدت الحكومة لقاء جمع سفير سويسرا لدى إيران ماركوس ليتنير مع ممثل الجماعة الذي عينه الحوثيون سفيراً لليمن.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التي يديرها الحوثيون، عن زعيم الجماعة، خلال لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، أنهم حريصون "على التعاطي الجاد والمسؤول" مع كل المساعي التي تبذل باتجاه السلام.
دعا الحوثي إلى تعزيز "الخطوات الإنسانية" المتصلة بالأسرى والمعتقلين، مشيرا إلى استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي "أمام المرضى والجرحى والعالقين والطلاب والمسافرين"، بعد عام من توقيع اتفاق السويد، بشأن الحديدة.
وجاء اللقاء بعد ساعات من وصول غريفيث إلى صنعاء، في إطار جولة جديدة، تتمحور أجندتها حول إحياء المفاوضات بشان الملفات المتصلة بالملف الإنساني على نحو خاص، والعقبات في طريق تنفيذ اتفاق استوكهولم المبرم منذ عام.
في غضون ذلك، انتقدت الحكومة اليمنية، الاثنين، لقاءً جمع سفير سويسرا لدى إيران ماركوس ليتنير، مع ممثل الحوثيين المعين من قبلهم سفيراً لليمن لدى طهران، إبراهيم الديلمي.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن لقاء السفير السويسري والوزير المفوض في السفارة، والتي تحتضن قسم رعاية المصالح الأميركية في إيران، مع الديملي "مخالفة سافرة للأعراف الدبلوماسية وتجاوز مرفوض للقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية".
وأضاف الإرياني أن "الدور الإيراني الواضح في الترتيب وتنظيم هذه اللقاءات إمعان في سياساتها العدائية تجاه اليمن حكومة وشعبا"، كما اعتبره "مؤشراً إضافياً إلى الدعم السياسي، إضافة إلى المالي والإعلامي والعسكري الذي يقدمه نظام طهران" لمن وصفهم بـ"المليشيا الحوثية الانقلابية".
وحذر المسؤول اليمني "من تماهي البعثات الدبلوماسية العاملة في طهران مع أجندة النظام الإيراني في شرعنة الانقلاب الحوثي وسياساته"، وقال إنها "تمثل تهديدا للأمن الإقليمي والدولي"، داعياً إلى "احترام إرادة الشعب اليمني والقرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، وفي مقدمتها القرار 2216".
وكانت طهران قد اعتمدت، في نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، الديلمي سفيراً لليمن، بعد أكثر من شهرين على تعيينه من قبل الحوثيين في المنصب، وكأول دولة تعترف بتمثيلها رسميا.