وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر، في بيان صحافي، "إن تصريحات بينت تفوح منها الكراهية والتطرف، ودليل آخر على أن إسرائيل كيان إرهابي يتلذذ باحتجاز الجثامين والانتقام من الأسر".
وشدد أبو بكر على أنه "يتوجب على العالم أن يتخذ موقفاً حقيقياً وواضحاً في مواجهة هذا الكيان الغاصب الذي يثبت يوماً بعد آخر أنه كيان إرهابي يمعن في إجرامه تجاه فلسطين أرضاً وشعباً، وسط تخاذل دولي واضح بالصمت والسكوت على انتهاكاته الصارخة".
من جهته، ندّد الأمين العام للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين محمد صبيحات، بـ"القرار الذي يعكس فاشية الاحتلال وحكوماته المتعاقبة، التي تضرب بعرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية، في ظل صمت دولي مريب".
وطالب صبيحات المؤسسات الإنسانية الدولية بـ"الوقوف عند مسؤولياتها في ما يتعلق بانتهاكات حكومة الاحتلال، وأنه لا يجب أن تبقى مكممة الأفواه أمام سلوك الاحتلال الفاضح"، داعياً إلى محاسبته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا صبيحات "المؤسسات الرسمية والأهلية الفلسطينية خاصة، والعربية عامة، إلى ملاحقة حكومة الاحتلال، قانونياً، في المحاكم الدولية المختصة"، وقال: "إن العالم الحر لا يتقبل احتجاز جثامين من فقدوا حياتهم في سبيل تحرير أوطانهم"، مشدداً على "ضرورة إثارة هذه القضية على المستوى الدولي حتى يتم تحرير كافة جثامين الشهداء المحتجزة مما يسمى بـ (مقابر الأرقام)، أو في الثلاجات".
وأكد صبيحات أن الاحتلال يحتجز أكثر من 250 جثماناً منذ عام 1967، وآخرها جثمان الشهيد الأسير سامي أبو دياك الذي استشهد بعد معاناة مع مرض السرطان نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في سجون الاحتلال يوم أمس الثلاثاء.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قد ذكرت، اليوم، أن بينت أوعز إلى الأجهزة الأمنية المختصة (الجيش والمخابرات العامة الشاباك) بتجميد سياسة تحرير جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال.
وقالت الإذاعة إن نفتالي بينت أصدر، الأربعاء، تعليمات وتوجيهات بهذا الخصوص للجيش وأجهزة الأمن بوقف تحرير جثامين الشهداء كلياً بغض النظر عن انتماءات الشهداء الفصائلية. مع ذلك قالت الإذاعة إن إعلان نفتالي بينت عن تغيير سياسة الاحتلال بهذا الخصوص لا يزال بحاجة إلى مصادقة من المجلس السياسي والأمني (الكابينيت).
ونقلت المراسلة العسكرية للإذاعة، كرميلا منشيه، أن القرار تم أيضاً بالتنسيق مع رئاسة أركان جيش الاحتلال، وأن هذه التوجيهات ستعرض على الكابينيت لإقرارها.
وبحسب الإذاعة، فإن نفتالي بينت أوضح أنه يعتزم أيضاً المس بشروط الاعتقال وفرض قيود على الأسرى وعائلاتهم، بما في ذلك ما يتعلق بمخصصات الأسرى، تبعاً لمطالب عائلة الجندي الإسرائيلي المفقود هدار غولدين الذي قتل خلال عدوان الجرف الصامد، في عام 2014، وأن رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أبدى استعداداً لقبول هذا التوجه.
ونقلت الإذاعة عن مسؤول في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي أن هذه التوجيهات لن تحقق بالضرورة تأثيراً إيجابياً لاستعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين، هدار غولدين وشاؤول أرون.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى للإذاعة الإسرائيلية إن الحديث يدور عن تغيير سياسة إسرائيل في هذا المجال بناء على طلب عائلات الجنود في لقائها أخيراً مع نتنياهو.