قال مركز أبحاث إسرائيلي إن المستوى السياسي الحاكم في تل أبيب قرر التخلص من قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بعدما توصل لاستنتاج مفاده أن الدور الذي يقوم به يمثل تهديدا كبيرا للأمن القومي لدولة الاحتلال.
وحسب "المركز اليروشلمي لدراسة المجتمع والدولة"، ذي التوجهات اليمينية، فإن الأنباء التي تحدثت عن محاولة إسرائيل تصفية سليماني تؤكد أنها قررت "تحييد" دوره وإخراجه من دائرة التأثير على الأحداث في المنطقة.
وفي تقرير نشره موقعه، نقل المركز، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل الخارجية الإسرائيلي السابق، عن مختصين في مجال الاستخبارات قولهم إن الكشف عن محاولة اغتيال سليماني خلال إحياء يوم عاشوراء الأخير في ولاية كرمان الإيرانية يندرج في إطار حرص طهران على تقديم مسوغات لتبرير الرد على المحاولة، على اعتبار أن طهران تريد إرسال رسالة لتل أبيب مفادها أنها تعي أن سليماني في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي وأن قدراتها الاستخبارية قادرة على إفشال هذه المحاولات وأن الرد الإيراني على هذه المحاولة حتمي.
ولم يستبعد التقرير الذي أعده المستشرق يوني بن مناحيم، أن تلجأ إيران لإعداد الرأي العام العالمي لردة فعلها على محاولة الاغتيال من خلال عرض شهادات أفراد الخلية الذين حاولوا اغتيال سليماني في كرمان.
وتوقع المركز أن تقوم إيران بالرد على محاولة اغتيال سليماني حاثا على وجوب اتخاذ الإجراءات والتدابير التي تضمن تقليص قدرة طهران على الانتقام والرد.
ولفت المركز إلى أن إيران يمكن أن ترد على محاولة اغتيال سليماني بعمل عسكري انطلاقا من حدود العراق، أو سورية، أو لبنان، أو قطاع غزة، أو عبر محاولة المس بمسؤولين وشخصيات إسرائيلية أثناء تواجدها في الخارج.
ونسب بن مناحيم استهداف المنشآت النفطية السعودية إلى إيران، مشددا على أنها تعزز الدافعية لدى طهران لضرب إسرائيل، على اعتبار أن هذه العملية عكست امتلاك الإيرانيين قدرات ميدانية واستخبارية عالية جدا.
ولم يستبعد أن تقدم إيران على ضرب أهداف داخل إسرائيل عبر استخدام صواريخ تشبه من حيث المواصفات تلك التي استخدمت في قصف منشآت السعودية النفطية، مشيرا إلى أن ما قد يشجع الإيرانيين على العمل على هذا النحو نمط سلوك الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يكرس الانطباع بأنه غير معني بالتورط في مواجهة في الخليج، مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية.
واستنتج بن مناحيم أن كل الدلائل تشير إلى أن ترامب لن يستنفر لمساعدة إسرائيل في حال تعرضت لهجوم إيراني.
وحسب بن مناحيم، فإن كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل خططت لتنفيذ محاولة اغتيال سليماني منذ وقت طويل، وأن الأوامر صدرت بالتنفيذ مؤخرا، منوها إلى أن محاولة الاغتيال الفاشلة خططت بحيث لا تترك آثارا تدل على دور تل أبيب فيها، وتم تخطيط العملية حتى تبدو وكأنها تأتي على خلفية دينية مذهبية.
وأشار إلى أن استخدام نصف طن من المتفجرات في محاولة الاغتيال يدلل على أن من خطط العملية هدف إلى التأكد من أن سليماني لن يخرج حيا منها.
ولفت إلى أنه يمكن أن تكون محاولة الاغتيال قد تمت بالتعاون بين إسرائيل وإحدى الدول العربية التي ترتبط بتعاون استخباري سري مع تل أبيب، مرجحا أن تكون السعودية أو الإمارات.
ولم يستبعد أن يكون "الموساد" قد استخدام مرتزقة في تنفيذ محاولة الاغتيال، منوها إلى أنه سبق لوسائل إعلام غربية أن أشارت إلى استعانته بخدمات مرتزقة في تنفيذ محاولات اغتيال التي طالت علماء الذرة الإيرانيين.
ولفت إلى أن الكشف عن محاولة الاغتيال واعتقال منفذيها يدلل على أن إيران استخلصت العبر من العمليات التي نفذها "الموساد" داخل إيران من خلال تكثيف العمل الاستخباري المضاد.