ما حقيقة ترؤس قاسم سليماني اجتماعاً لقيادات أمنية في بغداد لقمع التظاهرات؟

31 أكتوبر 2019
سليماني ينفذ الأجندة الإيرانية بالعراق (Getty)
+ الخط -

نفى مسؤولان عراقيان في بغداد أحدهما موظف رفيع في مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، تقارير تحدثت عن ترؤس قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، لأي اجتماع للقيادات العسكرية والأمنية في بغداد، لكنهما في الوقت نفسه لم ينفيا عرض مسؤولين إيرانيين المساعدة في مواجهة ما يعتبره الإيرانيون "المؤامرة الخارجية"، في إشارة إلى التظاهرات الشعبية بالعراق المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد وتوفير فرص العمل ومعالجة تفاقم الفقر.


وأكدت مصادر مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، أن سليماني زار العراق قبل انطلاق التظاهرات في الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والتقى مع قيادات عدة في "الحشد" وشخصيات سياسية بمنزل في حي الجادرية، لكنه لم يلتق بأي مسؤولين عسكريين أو أمنيين عراقيين على خلاف ما تذكر التقارير الصادرة اليوم. ويقيم سليماني في المنزل عند كل زيارة له للعراق، ويقع قرب مقري "منظمة بدر"، مقر مليشيا "العصائب"، ومنزل نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في شارع محصن أمنيا ولا يسمح لغير المخولين بالدخول إليه.

وعبر الهاتف قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، لـ"العربي الجديد" إن التقارير بشأن ترؤس سليماني اجتماعا عسكريا وأمنيا بدلا من رئيس الوزراء "معلومات غير صحيحة"، مضيفا أن سليماني لم يترأس اجتماعا بهذا المستوى حتى مع معارك "داعش" في ذروتها.

وشدد على أن "الضباط والقادة العراقيين يرتبطون بالحكومة على عكس ما كان عليه الوضع عند الحشد الشعبي"، وختم بالقول "الإيرانيون أعربوا عن استعدادهم لتقديم الدعم للحكومة العراقية في حال احتاجت أي مساعدة وتجد أن التظاهرات الحالية مؤامرة خارجية تقف وراءها إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية وتستهدف الحكومة العراقية وهي من هذا المنطلق تتحرك"، وفقا لتعبيره.

في المقابل، قال موظف آخر بمكتب عبد المهدي لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس الوزراء عقد ثلاثة اجتماعات أمنية منذ بدء التظاهرات في بغداد والجنوب مع خلية الأزمة وقيادة العمليات المشتركة وآخر في الشرطة الاتحادية ولم يكن سواه رئيسا للاجتماع"، وختم بالقول "تدخل قاسم سليماني يمكن أن يكون من دون لقاء أو اجتماع رسمي، لكن بالنسبة للحديث تحديدا عن اللقاء بقادة عسكريين وجنرالات أمن عراقيين فلا صحة لذلك".

وكشفت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية عن ترؤس سليماني اجتماعاً أمنياً عراقياً بدلاً من رئيس الوزراء العراقي، داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، فيما تعهد زعيم "فيلق القدس" الإيراني بقمع التظاهرات، وفق الوكالة.
بدوره قال القيادي في "الحشد الشعبي" محمد البصري، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا وجود لأي اجتماع ضم سليماني مع القيادات العسكرية والأمنية العراقية في العاصمة العراقية بغداد".

وأوضح أن "دور سليماني كان مستشارا للحكومة العراقية، إبان فترة الحرب ضد تنظيم داعش، موقف مشكور لإيران وله لمساندتهم العراق والعراقيين في الحرب ضد الإرهاب، وهذه الأنباء غير صحيحة، وتهدف لصب الزيت على النار من أجل تحريك الشارع العراقي أكثر واحتقانه أكثر مما هو محتقن".

ويوم أمس شهدت ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد هتافات مناهضة لقاسم سليماني والمرشد الإيراني علي خامنئي بعد يوم واحد على تمزيق صور الأخير في كربلاء وترديد شعارات ضد التدخل الإيراني في العراق.

الخبير الأمني المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية، فاضل أبو رغيف، اعتبر في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "من المستحيل أن يترأس قاسم سليماني اجتماعا للقيادات العسكرية والأمنية العراقية، والأنباء التي تحدثت عن ذلك غير صحيحة إطلاقا".

وأضاف أبو رغيف أن "اجتماع القيادات الأمنية والعسكرية يتم في مقر الشرطة الاتحادية، قرب ساحة النسور غرب العاصمة بغداد، وليس في المنطقة الخضراء، الأمر الآخر هو أن سليماني من المستحيل أن يهبط بطائرة في المنطقة الخضراء، دون علم أنداده في المنطقة (السفارة الأميركية)".


وأكد أبو رغيف أن "القياديون الأمنيون والعسكريون، ليسوا سياسيين حتى يجتمع بهم سليماني، بل هم مرتبطون بوزارات مهنية ليس لها أي علاقة بالقضايا السياسية، وهذه الأدلة القطعية، تؤكد أن ما ذكر في التقارير الإعلامية غير صحيح، بل هو بعيد كل البعد عن الواقع".

المساهمون