يأتي ذلك مع استمرار حظر التجوال في محافظة البصرة التي وصلتها، صباح اليوم السبت، تعزيزات عسكرية وأمنية جديدة قادمة من بغداد، بهدف السيطرة على أعداد المتظاهرين المتزايدة في المحافظة الغنية بالنفط، والتي تعاني من ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة، وتردٍّ واضح في الخدمات، خصوصاً الصحية منها ومياه الشرب.
ويظهر قائد شرطة البصرة، الفريق رشيد فيلح، والمقرّب من قيادات حزب "الدعوة" في العراق وزعيمه نوري المالكي، وهو يؤكد لضباطه الذين شاركوا في عمليات فض التظاهرات، والتي تخللتها عمليات دهس لشبان متظاهرين تسببت في مقتل 4 منهم وجرح عشرات آخرين، أنّ المتظاهرين في البصرة "ساقطين سفلة، ماخذين فلوس ورواتب من السعودية والإمارات والخليج، ومن أعداء العراق ومن إسرائيل"، مكرّراً القول: "ثقوا برب الكعبة ماخذين فلوس من إسرائيل حتى يتعاركون العراقيين بينهم والأميركان يأخذون النفطات". ويضيف: "يبقى منو (من) الغبي ومنو عنده الأجندة منو على مود (من أجل) الخبزة خرج معهم لكن بالنهاية لم ييقى غير الشراذم والأدب سززية (قليلي الأخلاق)". وختم بالقول: "نحن أفضل من باقي المحافظات بفضلكم وموقفكم المشرف".
وشهدت البصرة، يوم أمس الجمعة، مقتل 4 متظاهرين دهساً، فضلاً عن إصابة العشرات من جراء عمليات دهس وإطلاق نار من قبل قوات الأمن عليهم في مناطق عدة من البصرة، أبرزها الزبير وسفوان وأم قصر والعشائر ومناطق أخرى منها.
ويأتي ذلك مع تصعيد قوى وفصائل سياسية مسلّحة لهجتها تجاه المتظاهرين، باتهامهم بأنهم يتبعون أجندات خارجية.
وقالت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، في بيان صحافي، إن "ما وقع من أحداث مؤسفة يؤكد ما ذهبت إليه المرجعية، حين حذرت من وجود أطراف خارجية تعمل على إشاعة الفوضى والاحتراب الداخلي في البلاد، وهو ما نبهنا إليه في بياناتنا سابقاً، وشددنا على ضرورة الحيطة من عملاء محور الشر الصهيو-أميركي السعودي، ومن استغلال التظاهرات لتنفيذ مخطط تخريبي في العراق"، وفقاً للبيان.
ويأتي ذلك في وقت ارتفع فيه عدد ضحايا التظاهرات العراقية في بغداد والمحافظات الجنوبية إلى 40 قتيلاً وأكثر من ألفَي جريح، وفقاً لمصادر أمنية عراقية أكدت أن بغداد وذي قار والعمارة والديوانية تتصدّر عدد الضحايا من جراء التظاهرات التي تجددت في بغداد ومدن عدة، على الرغم من فرض السلطات حظراً للتجوال على سبع محافظات جنوبي البلاد.