وقال توسك في تصريح أدلى به إلى الصحافيين البولنديين في بروكسل "إن أسس اتفاق باتت جاهزة، ونظريا سنكون قادرين غدا على إقرار هذا الاتفاق مع بريطانيا"، قبل أن يضيف، وفق ما أوردته "فرانس برس": "نظريا خلال سبع إلى ثماني ساعات سيكون كل شيء بات واضحا".
ويسعى المفاوضون إلى تجنب احتمال اضطرار رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إلى السعي لتأجيل الموعد النهائي للانفصال عن التكتل الذي يحل في 31 أكتوبر/ تشرين الأول.
وحسب "رويترز" استمرت محادثات أجريت في بروكسل أمس الثلاثاء بين مسؤولين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حتى المساء ثم استؤنفت بعد ساعات، لكن رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكر قال إن "العديد من القضايا" ما زالت تحتاج للحل.
ومع أن الخلافات المتعلقة بالانفصال المعقد لخامس أكبر اقتصاد في العالم عن أكبر تكتل تجاري معها قد تضاءلت كثيرا، فقد ذكرت مصادر بالاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء أن الجانبين وصلا إلى "جمود". ويرجع هذا إلى حد ما لمعارضة حزب صغير من أيرلندا الشمالية، هو "الحزب الديمقراطي الوحدوي"، اقتراحا يتعلق بالجمارك.
وسيحتاج جونسون على الأرجح إلى دعم الحزب لتمرير اتفاق الخروج بالبرلمان. ويقضي أحدث اقتراح طرحته لندن بقاء أيرلندا الشمالية ضمن المنطقة الجمركية للمملكة المتحدة. وتفرض الرسوم بموجب الاقتراح على السلع التي تعبر من البر الرئيسي لبريطانيا إلى أيرلندا الشمالية إذا كان من المعتقد أنها ستواصل طريقها إلى أيرلندا والسوق الأوروبية الموحدة.
وقال ثلاثة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي إن موافقة زعماء التكتل في قمتهم التي تنعقد غدا وبعد غد في بروكسل على اتفاق للخروج يجري التوصل إليه في اللحظة الأخيرة سيكون مشروطا فقط بموافقة مجلس العموم البريطاني عليه في وقت لاحق.
"بريكست" من دون اتفاق: بلفاست أكبر المتضررين
يأتي ذلك على ضوء المعطيات التي تفيد بأن كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشال بارنييه، أطلع وزراء الشؤون الأوروبية في لوكسمبورغ بأن مغادرة بريطانيا من دون اتفاق ستكون بمثابة الكارثة، وسيتسبب باضطرابات للمواطنين والاقتصاد الأوروبي وخاصة في أيرلندا وأيرلندا الشمالية، وهو ما تحذر منه ألمانيا دائما.
وفي السياق، بين تقرير لشبكة "إيه آر دي" الإخبارية، اليوم الأربعاء، أن القضية المركزية للدوائر الحكومية الألمانية، ورغم التفاصيل المعقدة للغاية والخلافات السائدة، هي مسألة كيف يمكن أن تبقى الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية مستقبلا مفتوحة.
هذا الأمر بيّنه أيضا تقرير لصحيفة "دي تسايت" أخيرا أوضح أن السلام بين أيرلندا الشمالية والمملكة المتحدة استمر بفضل الاتحاد الأوروبي، وأن صنع السلام تسبب بتدفق أموال كثيرة إلى المنطقة لمساعدتها على الخروج من البؤس الاقتصادي، وأصبحت بلفاست على سبيل المثال وجهة شعبية للسياح والمستثمرين على حد سواء. وقد تداخل الاقتصادان الأيرلندي والأيرلندي الشمالي في العقود الأخيرة.