مقتل ثلاثة أطفال بغارات لحفتر على طرابلس... وإدانات محلية ودولية

14 أكتوبر 2019
من آثار الدمار الذي تركه القصف (فرانس برس)
+ الخط -
لقي استهداف طيران قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المدنيين بمنطقة الفرناج في العاصمة طرابلس، استنكاراً محلياً ودولياً واسعاً، بعد مقتل ثلاثة أطفال وجرح آخرين.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة بحكومة "الوفاق"، فوزي أونيس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحصيلة النهائية للقصف هي مقتل ثلاث بنات دون سن 15 سنة من أسرة واحدة، وإصابة أم وطفلها لا يزالان بحالة حرجة".

وأكد مكتب الإعلام الحربي التابع للجيش بقيادة الحكومة، من جانبه، أن طيران اللواء المتقاعد خليفة حفتر قصف ظهر اليوم الاثنين مسجداً ومنزلاً في حيّ الفرناج بالعاصمة طرابلس.

ومرفقاً فيديو يظهر عشرات المواطنين وسيارات الإسعاف في موقع القصف، قال المكتب، عبر صفحته على "فيسبوك"، إن "طيران حفتر الإماراتي استهدف منزل مواطن ومسجداً في منطقة الفرناج وسط العاصمة طرابلس"، مشيراً إلى أن عمليات البحث عن مدنيين تحت الركام ما زالت جارية.


وأكدت البعثة الأممية لدى ليبيا أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي بموقف المتفرج على جرائم الحرب التي ترتكب والأرواح البريئة التي تزهق كل يوم تقريباً"، مؤكدة أن القصف صادر عن طائرة تابعة لقوات حفتر.

ودانت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، وممثل منظمة "يونيسيف"، استهداف المدنيين بمنطقة الفرناج، فيما أعرب المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً عن استنكاره الشديد للحادثة، محملاً المسؤولية للبعثة الأممية التي دعاها إلى "العمل على حماية المدنيين وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي".

وأكد المجلس الرئاسي، في بيان، مساء اليوم الاثنين، أنّ "غياب الموقف الدولي الحازم والرادع تجاه مجرم الحرب حفتر ومليشياته المعتدية هو ما يشجعهم على التمادي في غيّهم، والاستمرار في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين"، مضيفاً أنّ "هذا العمل إجرامي يضاف إلى سلسلة الاعتداءات المتكررة من مجرم الحرب وقواته على المطارات والممتلكات العامة والخاصة وترويع المدنيين".

واعتبر البيان أنّ "أفعال قوات حفتر جميعها تنتهك القوانين والمواثيق الدولية، وتعكس حالة اليأس والتخبط التي أصابت مجرم الحرب بعد فشله في تحقيق هدفه باحتلال طرابلس"، داعياً كل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى "توثيق هذه الجرائم التي تنتهك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، تمهيدا لتقديم الجناة للعدالة"، بحسب البيان.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية بحكومة "الوفاق"، أنّ "جريمة قتل وجرح المدنيين في منطقة الفرناج تندرج ضمن افعال حفتر الإرهابية"، مضيفة أنّ "أعمال حفتر ضد المدنيين هي جرائم حرب وانتهاك للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية أمام مرأى بعثة الأمم المتحدة".


وطالبت الوزارة، في بيان، البعثة الأممية في ليبيا ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية بـ"تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأعمال الإجرامية والعمل على توثيقها ومحاسبة مرتكبيها".​

وليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الطيران الداعم لقوات حفتر أحياءً مدنية، فخلال نهاية الشهر الماضي قتلت سيدة وابنتها جراء قصف صاروخي طاول حيّ الهضبة، وبعدها قتل مواطن في قصف جوي طاول حيّ باب البحر.

وقتل أكثر من ثمانية مواطنين، وجرح أكثر من 26 آخرين في قصف صاروخي على حيّ بوسليم منتصف إبريل/ نيسان الماضي. ​

دلالات