أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، خلال مؤتمره الصحافي مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في العاصمة الإيرانية طهران، بعد لقاء جمع بينهما، أن "السبب الرئيس" لزيارته إلى إيران "هو منع وقوع حرب جديدة في المنطقة"، مشيراً إلى زيارته المرتقبة إلى الرياض الثلاثاء المقبل، مضيفاً أنه، خلال هذه الزيارة، سيؤكد على "مبادرة باكستان حول السلام والاستقرار في المنطقة وحل الخلافات والتوترات"، معرباً عن أمله في أن تستضيف إسلام آباد حواراً بين طهران والرياض، "على الرغم من كل التعقيدات".
وكشف خان في الوقت نفسه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب منه "التوسط للتحضير لإجراء حوار بين إيران والولايات المتحدة الأميركية" في إشارة إلى أن الهدف من الزيارة ليس فقط التوسط بين طهران والرياض.
من جهته، رحّب الرئيس الإيراني بالجهود التي يبذلها رئيس وزراء باكستان، شاكراً إياه على زيارته، واصفاً مباحثاته مع خان بـ"المهمة للغاية والاستراتيجية للمنطقة والعلاقات الدولية". وتابع: "قلت للسيد عمران خان إن حسن نيته بشأن القضايا الإقليمية يحظى بأهمية كبيرة"، مشيراً إلى "أننا نرحب، بجهود باكستان حول التعاون الإقليمي لعودة السلام والاستقرار إلى المنطقة".
وفي هذا الإطار، قال روحاني: "أكدنا لباكستان أننا سنردّ على أي موقف إيجابي بالمثل"، مشيراً إلى أن "البلدين يؤكدان أن قضايا المنطقة لها حل سياسي/ ويحب التوصل إلى الحل النهائي عبر الحوار بين الدول"، متهماً "الكيان الصهيوني بأن له أجندة لضرب استقرار المنطقة، وشرحنا ذلك للمسؤولين الباكستانيين".
وأضاف روحاني أن خان "طرح عدة نقاط حول الأمن في الخليج، باعتباره منطقة حساسة"، لافتاً إلى أن بلاده "تؤيد ذلك"، من دون أن يكشف عن عناوين تلك النقاط وتفاصيلها. كما قال روحاني إن بلاده "توصلت إلى خيوط حول الجهة الضالعة في الهجوم الصاروخي على الناقلة الإيرانية الجمعة الماضية، قبالة ميناء جدة السعودي، مشيراً إلى أنه كشف عن هذه الخيوط لضيفه الباكستاني، إلا أنه أكد أيضاً أن "التحقيقات مستمرة حتى التوصل إلى النتيجة النهائية ووضوح أبعاد القضية".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الباكستاني "ضرورة تجنيب المنطقة أية مواجهة جديدة"، عازياً سبب زيارته إلى طهران، إلى منع وقوع هذه المواجهة، قبل أن يؤكد أن تحركه هو بدافع "مبادرة شخصية" لرأب الصدع بين الرياض وطهران، وأنّ أحداً لم يطلب منه الوساطة.
وفي السياق، شدد خان على أنه "لا ينبغي وقوع أي حرب بين إيران والسعودية، لأن تبعات ذلك تتجاوز الدولتين إلى كل دول المنطقة"، معرباً عن اعتقاده بأنه "من الممكن حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض".
أما الرئيس الإيراني، فقال إنه أكد لخان، خلال اللقاء، أن "مفتاح حل المشكلة هو إنهاء الحرب على اليمن، ووقف إطلاق نار فوري وتقديم مساعدات للشعب اليمني"، معتبراً أن ذلك "يمكن أن يكون بداية جيدة".
واتضح من تصريحات روحاني وخان، خلال المؤتمر الصحافي اليوم، أن مهمة الأخير، خلال زيارته إلى طهران لا تقتصر على بذل الجهود لرأب الصدع بين إيران والسعودية.
وفي هذا السياق، أوضح خان أن "السيد ترامب طلب مني، خلال زيارتي إلى نيويورك، تسهيل الحوار بين إيران والولايات المتحدة الأميركية"، قائلاً: "إنني أبذل جهودي في هذا الصدد". وقال إنه تناول هذا الموضوع اليوم مع روحاني، مشيراً في الوقت ذاته إلى "وجود صعوبات في هذا المضمار"، مشدداً على أنه "لن يألو أي جهد لرفع العقوبات عن إيران".
في المقابل، أكد الرئيس الإيراني، أن مباحثاته مع خان تناولت أيضاً "العقوبات الأميركية الظالمة" المفروضة على إيران، معتبراً أنها "إرهاب اقتصادي"، ليربط حل الأزمة مع واشنطن بـ"عودتها إلى الاتفاق النووي ورفعها للعقوبات".
كما قدم خان شكره لإيران على "موقفها الداعم للشعب الكشميري وموقفها من الكارثة الإنسانية في كشمير".