تواصل اجتماعات الخرطوم حول سد النهضة... وتوقعات بفشلها

01 أكتوبر 2019
السودان يحتفظ بموقفه "المحايد" من سد النهضة (Getty)
+ الخط -

يواصل السودان ومصر وإثيوبيا، اليوم الثلاثاء، الاجتماعات في العاصمة السودانية الخرطوم، على مستوى اللجان الفنية المشتركة، لمناقشة مقترحات جديدة بشأن ملء خزان سد النهضة وتشغيله.

وتتواصل اجتماعات اللجان الفنية التي بدأت، أمس الإثنين حتى يوم الخميس المقبل، وتعقبها يوم الجمعة، اجتماعات تضم وزراء الري في الدول الثلاث الذين عليهم النظر في النتائج التي  توصلت لها اجتماعات اللجان الفنية.

وكانت اجتماعات مماثلة قد انعقدت، الشهر الماضي، بالعاصمة المصرية القاهرة، فشلت في التوصل إلى نقاط مشتركة تنهي الخلاف على ملف سد النهضة.

وشارفت إثيوبيا على استكمال بناء السد للاستفادة من الطاقة المنتجة منه في رفع معدلات التنمية وتقليل نسبة الفقر في البلاد، بينما تستميت مصر والسودان في معركة الحفاظ على حصصهما من المياه مع تقليل الآثار السالبة من قيام السد الإثيوبي.

وتعطي اتفاقية مياه النيل الموقعة في العام 1959 مصر حق استغلال 55 مليار متر مكعّب من مياه النيل من أصل 83 مليار متر مكعب تصل إلى السودان، الذي يحصل على 18 مليار متر مكعب، فيما يحتسب الباقي مفقوداً.

واستبعد الخبير الإستراتيجي أمين مجذوب، في حديث لـ"العربي الجديد"، توصّل مفاوضات الخرطوم لحسم واتفاق حول نقاط الخلاف، مبيّناً أنّ "الخلافات أكبر بكثير من أن تحسم بإتفاق سريع".

وأشار إلى أن الخلافات تتركز، حول الفترة المتوقعة لملء بحيرة السد، إذ تقترح مصر فترة 12 سنة، بينما ترى إثيوبيا أنّ العملية تحتاج فقط لـ3 سنوات.


وأوضح مجذوب، أنّ نقطة الخلاف الأخرى، تتعلّق بمطالبة القاهرة بإدارة ثلاثية مشتركة  للسد، وهذا ما ترفضه أديس أبابا جملة وتفصيلاً.

كما أشار إلى "الخلاف حول قبول الدراسات  الفنية التي أجرتها شركة فرنسية"، لافتاً إلى أنّ "عدم توفر الثقة بين الأطراف يؤشر كذلك إلى فشل  الجولة  المقبلة، وهو ما يدفع أديس أبابا  للاستمرار في بناء السد الذي اكتمل بنسبة 60 إلى 70%".

وتوقع الخبير الإستراتيجي، احتفاظ السودان بموقفه التفاوضي "المحايد" من سد النهضة، رغم  التغيير الذي حدث برحيل نظام المعزول عمر البشير، مشيراً إلى أنّ "السودان لديه مكاسب من قيام السد تتمثل في حصوله على كهرباء رخيصة من إثيوبيا، ومياه تصله بدون طمي، عدا عن إبعاد  خطر الفيضانات الموسمية".