صحف أميركية: بومبيو وبار متورّطان بقضية اتصال ترامب

01 أكتوبر 2019
بومبيو من بين المسؤولين الذين استمعوا إلى المكالمة (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إنّ وزير الخارجية مايك بومبيو كان من بين المسؤولين في الإدارة الأميركية الذين استمعوا إلى مكالمة هاتفية جرت، في 25 يوليو/تموز، بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو أمر يربط وزارة الخارجية عن كثب بالتحقيق الذي يقوده مجلس النواب في هذا الشأن.

ووفق الصحيفة، فإنّ بومبيو كان من المقرر أن يغادر في رحلة أوروبية، أمس الإثنين. وكان قال، الأسبوع الماضي، إنّه لم يقرأ بعد شكوى الشخص المبلّغ عن الاتصال بالكامل، لكنّه قال إن تصرفات مسؤولي وزارة الخارجية، على حد علمه، كانت "مناسبة ومتناسقة تماماً" مع جهود الإدارة لتحسين العلاقات مع أوكرانيا.

وأفادت الصحيفة الأميركية، بأنّ التدقيق في المكالمة مع أوكرانيا دفع نحو دراسة أوسع لجهود إدارة ترامب لإشراك قادة أجانب في المساعدة في قضايا مهمّة بالنسبة للرئيس. وكشفت، في هذا السياق، أنّ وزير العدل وليام بار طلب من ترامب تقديم عرض لعدد من المسؤولين الأجانب الذين يعتقد أنّه قد تكون لديهم معلومات على صلة بمراجعة وزارة العدل لأصول التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية. ولفتت إلى أنّه عقد لقاءات في الخارج مع بعضهم، مؤكدة، نقلاً عن مسؤولَين حكوميَّين، أن الرئيس الأميركي اتصل أخيراً برئيس الوزراء الأسترالي، بناء على طلب بار، ليطلب منه المساعدة في التحقيق.

ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن متحدث حكومي قوله، اليوم الثلاثاء، إنّ رئيس الوزراء الأسترالي أجرى مكالمة هاتفية مع ترامب، وذلك بعد تقارير إعلامية تفيد بأنّ الأخير طلب المساعدة في معرفة مصادر تحقيق روبرت مولر. ونقلت محطة "إيه بي سي" عن المتحدث قوله إنّ "رئيس الوزراء أكد هذا الاستعداد مرة أخرى في محادثة مع الرئيس". ولم يحدد متى جرت المكالمة.

ولم يذكر المسؤول في وزارة الخارجية الدول الأخرى التي يسعى بار إلى الحصول على معلومات منها، واصفاً طلب الأخير بأن يتحدث ترامب مع رئيس الوزراء الأسترالي بـ"القاعدة"، قائلاً: "اتصال قائد بقائد آخر أمر محض بروتوكولي".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ السفير الأسترالي لدى واشنطن عرض، في رسالة إلى بار، في مايو/أيار الماضي، المساعدة في فحص التحقيق الروسي.

من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، الإثنين، أنّ وزير العدل عقد اجتماعات خاصة في الخارج مع مسؤولي مخابرات أجانب، للحصول على مساعدتهم في تحقيق لوزارة العدل، يأمل ترامب أن يشوّه تدقيق الاستخبارات الأميركية في علاقات محتملة بين روسيا وأعضاء في حملة ترامب خلال انتخابات عام 2016، وفق ما أفاد به أشخاص مطلعون على المسألة.

ورجحت الصحيفة الأميركية أن يثير تورط بار شخصياً في المسألة، مزيداً من الانتقادات من قبل الديمقراطيين، بأنه يساعد إدارة ترامب على استخدام صلاحيات السلطة التنفيذية لزيادة التحقيقات التي تستهدف خصوم الرئيس في المقام الأول.

وأشارت إلى أنّ بار قام بمبادرات تجاه مسؤولي الاستخبارات البريطانية، كما أنه سافر، الأسبوع الماضي، إلى إيطاليا، حيث التقى والمحامي جون دورهام (الذي كُلّف بمراجعة عمل الاستخبارات الأميركية المحيطة بانتخابات عام 2016 وما بعدها) بكبار المسؤولين في الحكومة الإيطالية، وقد طلب منهم مساعدة دورهام، وفق ما أكده شخص مطلع على الموضوع، تحدث شرط عدم الكشف عن اسمه. وقال المصدر إنّ هذه لم تكن الرحلة الأولى لبار إلى إيطاليا للقاء مسؤولي الاستخبارات. وقال مسؤولون آخرون إنّ إدارة ترامب قدمت طلبات مماثلة لأستراليا.

من ناحيته، وصف شخص على اطلاع بمبادرات بار تجاه المسؤولين الأجانب بأنها مقدمات رسمية لدورهام، مشيراً إلى أن وزير العدل يخبر الأشخاص أنه يريد التأكد من اتباع القواعد التي تحكم الوكالات الأميركية.

ورأت الصحيفة الأميركية أنّ مشاركة بار المباشرة في الجهود المتعلقة بالتحقيق بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية، تساعد في شرح جزء، من مكالمة يوليو/تموز، المثيرة للجدل بين ترامب وزيلينسكي. وتظهر نسخة من تلك المكالمة أنّ ترامب قال إنه يريد عوناً أوكرانياً للمساعدة في اكتشاف "ما حدث مع هذا الوضع برمته مع أوكرانيا"، والتورط المحتمل مع نظام الكمبيوتر التابع للجنة الوطنية الديمقراطية، الذي حدّدت وكالات الاستخبارات الأميركية بأنه تم اختراقه من قبل الاستخبارات الروسية قبل انتخابات 2016.

المساهمون