ترامب يتجه لاقتراح "حل وسط" بشأن الهجرة لإنهاء الإغلاق الحكومي

19 يناير 2019
ترامب لن يتراجع عن مطلبه بشأن تمويل بناء الجدار(Getty)
+ الخط -
يتجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اقتراح "حل وسط" بشأن الهجرة، خلال كلمة يلقيها، في وقت لاحق اليوم السبت، لكن من دون أن يتراجع عن مطلبه بشأن تمويل بناء الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك، وفق ما قال مصدر مطلع لـ"رويترز".

وأضاف المصدر أنّه في الوقت الذي سيصرّ فيه ترامب على طلبه الحصول على 5.7 مليارات دولار لتمويل الجدار، فإنّه سيعرض دعم قوانين لحماية المهاجرين الشبان المعروفين باسم "الحالمين"، وكذلك من يحظون بما يعرف باسم وضع الحماية المؤقتة، ما يؤكد صحة تقرير نشره موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.

وأوضح المصدر أنّ من بين المشاركين الرئيسيين في صياغة هذا العرض نائب الرئيس مايك بنس، وكبير موظفي البيت الأبيض ميك مولفاني، وصهر الرئيس وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

ويعتزم ترامب الإعلان عن ذلك خلال كلمة سيلقيها من البيت الأبيض، في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش.

وفي وقت سابق، كتب ترامب على "تويتر"، "سأصدر إعلاناً مهماً بشأن الأزمة الإنسانية على حدودنا الجنوبية والإغلاق (الحكومي) بعد ظهر غد الساعة الثالثة (بالتوقيت المحلي)، مباشرة من البيت الأبيض"، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.


وأوضح، صباح السبت، من حدائق البيت الأبيض، وفق ما أوردت "فرانس برس"، أنّ هذا الإعلان يتعلّق بقوافل المهاجرين من أميركا الوسطى الذين يحاولون الدخول إلى الولايات المتحدة، وبينهم العديد من المجرمين، وفق ترامب.

ونشر ترامب، مساء الجمعة، على "تويتر" فيديو، شدّد فيه على ضرورة أن "تؤمّن" الولايات المتحدة حدودها الجنوبية.

وتابع "إن لم نفعل ذلك فنحن مجموعة حزينة جداً وغبية"، مضيفاً "يعلم الجميع الآن بأنّ حدودنا الجنوبية تشهد أزمة إنسانية، وهي أزمة أمن قومي أيضاً".

واعتبر الرئيس الأميركي أنّ هذا الوضع مستمر "منذ عقود". ورأى أنّ الوضع "يزداد سوءاً لأنّ الكثير من الناس يريدون الدخول إلى بلدنا".


وبعد ذلك، وجّه ترامب نداءً للديموقراطيين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في بداية يناير/ كانون الثاني، ويرفضون إقرار 5.7 مليارات دولار يريدها ترامب لبناء الجدار مع المكسيك تنفيذاً لأبرز وعوده الانتخابية.

وأضاف ترامب "لنبعد السياسة عن كلّ ذلك، لنذهب إلى العمل ولنجد اتفاقاً".

وأمل ترامب، صباح السبت، بأن تتمكّن الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي من "التقدّم وإدراك ما يعرفه العالم أجمع (...) وهو أنّ الجدران تنفع ونحن بحاجة إلى جدار"، على حد قوله.
من جانبها، قالت بيلوسي إن الاقتراح المتوقع لترامب بتوفير حماية مؤقتة لبعض من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق مقابل بناء جدار على الحدود الجنوبية الغربية مع المكسيك "غير مقبول". وقالت بيلوسي الديمقراطية في بيان إن خطة ترامب "لا تمثل أيضاً جهداً صادقاً" لحل المشكلة ومن غير المحتمل إقرارها، سواء في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ.


ويستمر، منذ 22 ديسمبر/ كانون الأول، إغلاق حكومي جزئي شلّ الإدارات الفيدرالية، بسبب عدم إقرار ميزانية في الكونغرس بعد. وأثّر هذا الإغلاق على 800 ألف موظف فيدرالي لم يتلقوا رواتبهم، فيما اضطر جزء آخر إلى العمل بدون راتب.

ومن المفترض أن يتلقّى هؤلاء رواتبهم في نهاية الإغلاق، لكن بانتظار هذه النهاية، يواجهون صعوبات جدية في دفع فواتيرهم وقروضهم أو حتّى شراء حاجياتهم الغذائية.

موقف الديمقراطيين

ويأتي اقتراح ترامب في الوقت الذي يسعى فيه الديمقراطيون في مجلس النواب إلى المضي قدماً بالتشريع لتعزيز الأمن على الحدود، من دون تمويل الجدار، بحسب تقرير لـ"سي إن إن".

ونقل التقرير عن مصدر ديمقراطي قوله إنّ "الديمقراطيين في مجلس النواب سيصوتون، الأسبوع المقبل، على تأمين مبلغ مليار دولار لتدابير أمنية إضافية على الحدود، كجزء من حزمة تتضمن ستة مشاريع قوانين للإنفاق".


ولن يشمل مبلغ المليار دولار، بحسب المصدر، الأموال التي ينوي ترامب تخصيصها للجدار الحدودي، في محاولة من الديمقراطيين لتبيان إمكانية اتحاذ إجراءات أمنية أخرى على الحدود "أكثر فعالية".

وقال المصدر لشبكة "سي إن إن" إنّ "الأموال تشمل إجراءات أمنية للموانئ، بالإضافة إلى تمويل قضاة الهجرة الذين يمكن أن يساعدوا في حالات المهاجرين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، طلباً للجوء".

وعلى الرغم من أن مجلس النواب سيصوت على الحزمة، الأسبوع المقبل، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إنّه لن يجري تصويتاً على مشروع قانون "يفتقر إلى دعم ترامب".

وستكون هذه الحزمة، بما في ذلك مبلغ المليار دولار، الإجراء العاشر الذي يصوت عليه الديمقراطيون في مجلس النواب، في محاولة لإعادة فتح الحكومة، منذ بدء الدورة الجديدة للكونغرس.

وحتى الآن، وافق مجلس النواب على سبعة من مشاريع القوانين هذه، مع إعادة التصويت المقرر على مشروع القانون الثامن، يوم الثلاثاء، والذي من المتوقع أن يمر، وفق "سي إن إن".


وصباح السبت، ذكّر ترامب، محمّلاً السلطات المكسيكية المسؤولية، بـ"قافلة" من المهاجرين منطلقة كما العديد غيرها في الأشهر الماضية، من أميركا الوسطى باتجاه الولايات المتحدة.

وكتب ترامب على "تويتر"، "المكسيك لا تفعل شيئاً لوقف القافلة التي تشكّلت وتتجه نحو الولايات المتحدة". وتابع "أوقفنا القافلتين الأخيرتين، العديد من القوافل لا تزال في المكسيك، لكن لن تتمكن من تجاوز جدارنا، غير أن ذلك يستدعي الكثير من رجال الشرطة على الحدود إن لم يكن هناك جدار. الأمر ليس سهلاً!".


وعبر ألفا مهاجر من أميركا الوسطى، أكثرهم من هندوراس، بطريقة غير شرعية، يوم الجمعة، الحدود بين غواتيمالا والمكسيك. وغادرت قافلة جديدة، يوم الثلاثاء، مدينة سان بدرو سولا في هندوراس وتتقدّم بمجموعات منفصلة.

وهذه ثالث قافلة تخرج من هذا البلد، منذ مغادرة أوّل موكب، في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي ضمّ نحو سبعة آلاف شخص.