أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، أن الأمم المتحدة تتواصل مع كافّة الأطراف المعنيّة باتفاق ستوكهولم للسلام في اليمن من أجل إنجاحه، مشددًّا على أهمية تعاون جميع الأطراف في سبيل ذلك.
وقال خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي يعقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، إن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، "يقوم بجولة محادثات مع الأطراف المختلفة، كما مع فريق باتريك كاميرت (رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة) الذي يعمل كل ما بوسعه لتطبيق اتفاق استوكهولم. المهم بالنسبة لنا هو أن تتعاون كل الأطراف مع الأمم المتحدة كي نتمكن من المضي قدمًا في هذا الصدد".
وحول إعلان الحكومة اليمنية إنها لن تذهب لجولة محادثات سياسية قبل أن تسيطر وبشكل كامل على ميناء الحديدة، قال دوغاريك "إن الهدوء النسبي الذي تشهده الحديدة يمكن أن ينتشر لمناطق أخرى، وهذا ما نطالب به منذ فترة طويلة، كما الانخراط في محادثات سياسية".
وبخصوص ما تردد عن أن المحادثات السياسية ستعقد في نهاية فبراير/شباط بدلًا من شهر يناير/كانون الثاني، قال دوغاريك "لا يمكنني تأكيد تلك الأنباء التي يتناولها الإعلام والمتعلقة بموعد أو مكان المحادثات السياسية". وأضاف: "ما يرغب الأمين العام برؤيته هو تنفيذ اتفاقية الحديدة من قبل الأطراف. الأطراف المختلفة تعمل وبشكل مكثف مع (اللواء) كاميرت لكي يتم تنفيذ بنود الاتفاق وفتح الميناء. نشعر بالرضا عما تمكنا من التوصل إليه حتى الآن، ولكن دون شك علينا المضي قدمًا وترجمته على أرض الواقع".
في سياق متصل، وزعت بريطانيا مسودة مشروع قرار من المفترض أن يتم التصويت عليها الأسبوع المقبل، تتعلق بالتمديد لبعثة الأمم المتحدة وتطبيق اتفاق استوكهولم في الحديدة. ومن المتوقع أن يتبنى المجلس القرار بالإجماع.
إلى ذلك، أكّد دوغاريك، لـ"العربي الجديد"، خلال المؤتمر الصحافي، أن الأمم المتحدة تعمل على اتخاذ الخطوات اللازمة، لمنع سرقة جزء من المساعدات الإنسانية والغذائية المخصصة لليمنيين.
وقال "خلال محادثاتنا مع السلطات المسؤولة في صنعاء تم الاتفاق على خطوات مختلفة من ضمها منع بيع سلع المساعدات، كما استخدام تقنية البيومترك لمساعدتنا على تتبع المساعدات ومسارها والأهداف التي تصل إليها. كما ستساعدنا في التحقيق الذي نقوم به حول الموضوع".
وأضاف "ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار أنه عندما تقوم بتوزيع المساعدات في مناطق الصراع، فهناك دائمًا قلق فيما يخص وصول تلك المساعدات للأشخاص المحتاجين إليها. وهذه مسؤوليتنا ومسؤولية السلطات المحلية للتأكد أنها تصل للجهات الصحيحة والمحتاجة. ولا شك أن هناك شيئاً مروعاً في سرقة المساعدات الإنسانية خاصة من هؤلاء الذين هم بأشد الحاجة إليها".
وكان مارك لوكوك، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قد قال في إحاطته التي قدمها حول اليمن أمام مجلس الأمن، إن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى المدنيين في سبع نقاط توزيع في صنعاء، مطالبًا أطراف النزاع بعدم الاستحواذ عليها.
وكانت الأمم المتحدة قد شكلت لجنة خارجية مستقلة لمراقبة ورصد وصول المساعدات الإنسانية في اليمن للمدنيين. خلصت اللجنة إلى أن 95 بالمائة من تلك المساعدات وصلت إلى الأطراف المعنية. وأكد لوكوك أن الأمم المتحدة تجري رصدًا إضافيًا في هذا السياق، وأنها تعمل على اعتماد خطوات تحسن الآليات كي تصل المساعدات إلى من يحتاج إليها.