توتر أمني في ديالى العراقية عقب عمليات اغتيال

08 سبتمبر 2018
مخاوف من جر المحافظة لصراع طائفي (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد محافظة ديالى المرتبطة حدوديا مع إيران، توترا أمنيا، عقب عمليات اغتيال نشطت أخيرا في عدة مناطق، في وقت ينتقد مسؤولون محليون ضعف الإجراءات الأمنية والتحقيقات في تلك الأعمال.

وقال مسؤول محلي في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّه "تمّ أخيرا تسجيل عمليات اغتيال وعنف في مناطق متفرقة من محافظة ديالى خلال الأيام الأخيرة"، مبينا أنّ "العمليات نفذت في مناطق المخيسة، وحد مزيد، والكاطون، وأسفرت عن مقتل 14 مواطنا وإصابة أكثر من 16 آخرين".

وأوضح أنّ "أعمال العنف ينفذها مجهولون يرتدون زيا مدنيا، ويتنقلون بسيارات مدنية، ويحملون معهم أسلحة رشاشة ومسدسات كاتمة للصوت"، مبينا أنّ "هذه العصابات تتحرك بحرية بين المناطق رغم حملها للسلاح، وعلى ما يبدو فإنّ لديها هويات خاصة تمنحها فرصة حمل السلاح".

وأثارت تلك العمليات، حالة من التوتر الأمني والرعب لدى الأهالي، الذين يؤكدون أنّ تلك العمليات تنفذ بدعم من قبل جهات سياسية، تحاول جر المحافظة إلى العنف الطائفي.

وقال عضو مجلس وجهاء محافظة ديالى، الشيخ رعد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "النشاط الأخير لعمليات القتل والاغتيال في المحافظة، يحمل بصمات جهات سياسية"، مبينا أنّ "تلك العمليات استهدفت مكونا بعينه، دون غيره، في وقت تغض الجهات المسؤولة الطرف عنها، وحتى لا تتحدث بها".

وأشار إلى أنّ "أي جهة لا يمكن لها حمل السلاح والتنقل عبر الحواجز الأمنية، إلّا بوجود ارتباطات لها بأجهزة الدولة أو مليشيات الحشد الشعبي المخولة حمل السلاح"، مؤكدا أنّ "تلك العمليات تسببت بحالة رعب وقلق لدى الأهالي، الذين طالبوا الجهات المسؤولة بالتحقيق بتلك الجرائم، والكشف عن المسؤولين عنها".

وأكد أنّ "التحقيقات الجارية بتلك الجرائم لا ترقى إلى حجم خطرها، وقد تتم تسويتها، وتعليقها على جهات مجهولة، كما هي الحال مع أغلب الجرائم التي نفذت في المحافظة ولم يكشف عن منفذيها".

وتحاول الجهات الأمنية في المحافظة، أن تصف تلك العمليات بأنها، خلافات عشائرية، وأنها لا تحمل أي أبعاد سياسية.

وقال المقدم في قيادة شرطة المحافظة، أحمد الساعدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "محافظة ديالى ذات طبيعة عشائرية، وهناك خلافات كثيرة بين العشائر، التي تنعكس أحيانا على أمن المحافظة"، مبينا أنّ "أعمال العنف الأخيرة والاغتيالات تحمل بصمات عشائرية، وأنّ التحقيقات الأمنية جارية لكشف الجناة، وقد تم تشكيل لجان خاصة لمتابعتها".

وأكد أنّ "القوات الأمنية تفرض سيطرتها على المحافظة، وأنّ الملف الأمني أفضل بكثير مما كانت تعيشه المحافظة في السنوات السابقة".



وتعدّ محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، من المحافظات غير المستقرّة أمنيا، حيث تسجّل فيها أعمال عنف بين فترة وأخرى، وتدير مليشيات "الحشد الشعبي" الملفين الأمني والسياسي فيها.