مصادر تركية: استفزازات النظام السوري تقلقنا ولا أزمة مع روسيا

30 سبتمبر 2018
تفاصيل الاتفاق تتضح تباعاً (أكرم مصري/ الأناضول)
+ الخط -



قللت مصادر تركية من شأن الخلافات التي تدور بشأن تنفيذ اتفاق سوتشي حول إدلب، والتي جنبتها حربا شاملة من النظام السوري وحلفائه، نافية أي حديث عن سيطرة للنظام على الطرق الدولية، ووجود زمن للاتفاق.


وتحدث مصدر في الاستخبارات التركية، مطلع على تنفيذ الاتفاق لـ"العربي الجديد"، عن أن المناطق منزوعة السلاح جرى تحديدها والانتهاء من هذا الأمر، وهو واضح ولا خلاف فيه.

وعلى الرغم من أن المصدر لم يوضح أين تقع تلك المناطق، لكن تشير المعطيات إلى أن معظمها في مناطق المعارضة.

كما نفى المصدر التركي وجود أي إطار زمني للاتفاقية، فهي ليست مؤقتة، وليس لها زمن معين، وهو ما يخالف التصريحات الرسمية الروسية على لسان نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس، بأن الاتفاق هو مثل اتفاقيات مناطق خفض التصعيد له مدة معينة.

أما فيما يخص الطرق الدولية حلب ــ اللاذقية، وحلب ــ دمشق، فقد نفى بشدة، المصدر التركي المطلع أي إمكانية لسيطرة النظام على هذه الطرق، وأن الجانب التركي لا يقبل بذلك، ولم يتم التطرق له، وهو واضح في الاتفاق، وهذا الأمر كان حديث الإعلام في الأيام السابقة بأنه سبب خلافي كبير بين أنقرة وموسكو.

وبشأن مصير من صنفوا على أنهم راديكاليون، والمقصود بهم عناصر "هيئة تحرير الشام" وعمودها الفقري "جبهة النصرة"، وتنظيمات أخرى من مثل "حراس الدين" وغيرهم، أكد المصدر التركي أن الاتفاق ينص على انتقالهم لداخل إدلب بعيدا عن منطقة منزوعة السلاح، وهذا ما ينص عليه الاتفاق، مشددا على أن موضوع تصفيتهم أو معرفة عاقبتهم ترك لفترة لاحقة، أي أنها تركت للزمن المقبل، فالاتفاقية تنص حاليا على انتقالهم لداخل محافظة إدلب بعيدا عن هذه المنطقة.

واعتبر المصدر أن المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام عن الخلاف التركي الروسي هي تهويل ومحاولة للتأثير على الاتفاقية من بعض الدول، قاصدا السعودية دون ذكر اسمها.
يأتي هذا التأكيد من المصدر الاستخباراتي المشرف على الملف بشكل مباشر، في ظل حديث مصدر آخر عن أن هناك خلافات حصلت على الخط الذي ستمر منه حدود المنطقة العازلة، في ظل استمرار الخروقات من قبل النظام، مما يقلق الجانب التركي بشكل متواصل.

وأرجع المصدر القلق التركي إلى استفزاز يقوم به النظام بدعم من حلفائه المدعومين إيرانيا، والقيام بعمل يشابه ما حصل في حلب على المدى البعيد، وهو الأمر الذي ربما تغض روسيا عنه الطرف، وخاصة إذا لم يتم التوصل في مرحلة لاحقة لمصير المقاتلين الأجانب، حيث يعمل الجانب التركي على محاولة إقناع هؤلاء بالخروج، لأن أي عمل عسكري ضدهم، سيؤدي لنزيف من الدماء، ومحافظة إدلب في حل منه، وهو ما تخشى منه تركيا بحصول موجات النزوح واللجوء.

واستبعد مصدر تركي ثالث في الخارجية، حصول خلاف كبير بين أنقرة وموسكو، مؤكدا أن الخلافات الموجودة سيتم تجاوزها، وأن البلدين قادران على تنفيذ الاتفاقية، رغم سعي من بعض الأطراف لإفشال هذا الاتفاق.

واعتبر المصدر أن النقطة الخلافية التي ربما تتسبب في تعثر تطبيق الاتفاق هو عدم خروج العناصر الراديكالية من منطقة نزع السلاح الثقيل، ومن إدلب لاحقا، فلو أن هؤلاء خرجوا فإن كل المشاكل مع الجانب الروسي ستحل.

وكانت فصائل وتنظيمات مصنفة على أنها متشددة مثل "حراس الدين" وغيرهم قد أعلنوا قبل أيام رفضهم لاتفاق سوتشي، والالتزام به، الأمر الذي ربما يفسر الخلاف التركي الروسي.


وتوصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، منتصف الشهر الجاري، لاتفاقية حول إدلب في مدينة سوتشي الروسية، تتضمن عشرة بنود، على أن تتواصل الاجتماعات التقنية والفنية من أجل تطبيق الاتفاق، في حين جرى الإعلان بشكل متبادل بين البلدين عن تحديد المناطق منزوعة السلاح في حدود محافظة إدلب، دون إيراد تفاصيل عنها حتى الآن.

المساهمون