"بريكست": جونسون ينتقد خطة "تشيكرز" ويصفها بالاستسلام للاتحاد الأوروبي

03 سبتمبر 2018
عين جونسون على رئاسة الوزراء (كارل كورت/ Getty)
+ الخط -

عاد وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، إلى انتقاد مفاوضات "بريكست"، التي تهم انسحاب بلاده من تكتل الاتحاد الأوروبي، بعد صمت دام منذ استقالته من منصبه بداية شهر يوليو/ تموز الماضي على خلفية معارضته لخطة "تشيكرز"، التي طرحتها رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، كأساس للتفاوض مع الاتحاد.


واستغل جونسون المساحة التي توفرها له صحيفة "ديلي تلغراف" المقربة من حزب المحافظين لينتقد خطة "تشيكرز"، قائلا إن موقف بريطانيا أشبه "بدخول المعركة والعلم الأبيض يرفرف على الصف الأول من دباباتنا"، معتبراً أن الخطة مجرد استسلام لشروط الاتحاد الأوروبي.
واعتبر جونسون أن بريطانيا أعلنت استعدادها لتقديم 40 مليار جنيه من أموال دافعي الضرائب مقابل لا شيء. وقال إن الخطة التي ستلتزم من خلالها بريطانيا بمعايير الاتحاد الأوروبي في حركة البضائع، ستجعل من "المستحيل على بريطانيا أن تكون أكثر تنافسية وإبداعاً، وذات مبادرة ومسار مستقل"، عدا عن عدم قدرتها على إبرام صفقات تجارية كبرى مع أطراف ثالثة.
ويمكن قراءة تحرك جونسون في إطار حرب الاستنزاف التي يشنها على رئيسة الوزراء، حتى تسنح له الفرصة لتحدي زعامتها لحزب المحافظين، كخطوة على الطريق إلى "10 داوننغ ستريت"، مقر رئاسة الوزراء. فعلى الرغم من انتقاد جونسون المستمر لمسار مفاوضات "بريكست"، ودفعه نحو أشد أشكاله، ما زال يفتقد لدعم أغلبية قواعد الحزب ونوابه.
ويأتي هذا التصعيد من جانب جونسون ضد مقاربة ماي لـ"بريكست" قبل يوم من عودة البرلمان البريطاني للانعقاد بعد عطلته الصيفية، وتصاعد التوتر في المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. ويضاف إلى ذلك اقتراب موعد مؤتمر حزب المحافظين نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، حيث إن جونسون يمهد الساحة المحافظة لتقديم نفسه كبديل لماي من خلال تصدره منتقديها خلال المؤتمر المقبل.
وردت رئاسة الوزراء البريطانية على مقال جونسون بأنه "لا يمتلك أية أفكار جديدة" ولا يقدم "قيادة جدية" لبريطانيا. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء "استقال بوريس جونسون بسبب تشيكرز. لا توجد أفكار جديدة في مقاله كي نرد عليها. ما نحتاج إليه في هذا الوقت هو قيادة جدية تمتلك خطة جدية وهو تماماً ما تمتلكه البلاد في رئيسة الوزراء وخطتها لبريكست".
ولكن جونسون ليس وحيداً في معارضته لخطة تشيكرز، فقد أعلن نحو عشرين نائبا من حزب المحافظين عن استعدادهم لعرقلة الخطة، في بيان مشترك. وتشمل القائمة عدداً من قيادات الحزب، مثل وزيرة التنمية الدولية السابقة بريتي باتيل، وزعيم الحزب السابق إيان دنكان سميث. وأعلن هؤلاء عن انضمامهم لحملة شعبية تعرف باسم "الدفاع عن بريكست" والتي ترفض مخرجات المفاوضات الجارية حالياً بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه، قال وزير "بريكست" السابق، ديفيد ديفيس، إنه على استعداد للتصويت ضد خطة ماي واصفاً إياها بأنها "أسوأ من عضوية الاتحاد الأوروبي". إلا أن ديفيس حذر زملاءه من استخدام معارضتهم لخطة "تشيكرز" كذريعة للإطاحة بماي، حيث قال في تصريحات لصحيفة " ذي تايمز": "دعوني أعبر عن نفسي بوضوح تام. نستطيع تماماً التخلص من تشيكرز من دون الإطاحة بزعامة الحزب – هذه الطريقة الأمثل للقيام بذلك. إن أي شخص يخلط بين التخلص من تشيكرز والإطاحة بالقيادة يخلطون بين أهدافهم".
ومما يزيد من تعقيد وضع ماي تصريحات كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، والتي عبر فيها عن رفضه التام لمقترحات "تشيكرز". وقال المفاوض الأوروبي إن خطة ماي لتجنب "الحدود الصلبة" في إيرلندا الشمالية "دعوة للاحتيال". وأضاف بارنييه أن بريطانيا لن تحصل على أي علاقة خاصة مع الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك سيقوض من السوق المشتركة وكامل "المشروع الأوروبي".



ويمكن لأي تحد لزعامة حزب المحافظين حالياً أن يؤدي إلى انشقاقه نظراً للاستقطاب الشديد بين شقيه، وعدم قدرة أي من الشخصيات القيادية في معسكر متشددي "بريكست" على التغلب على ماي في تصويت على الزعامة، والذي يتطلب موافقة أغلبية نواب المحافظين في البرلمان.