العبادي يعيد فتح ملف اختطاف الآلاف من أهالي الأنبار

29 سبتمبر 2018
وعود بحسم الملف خلال شهر (حيدر همداني/ فرانس برس)
+ الخط -
بعد أكثر من ثلاث سنوات على اختطاف الآلاف من أهالي محافظة الأنبار، على يد مليشيات "الحشد الشعبي"، أعادت الحكومة العراقية فتح هذا الملف، بتوجيه مباشر من رئيسها حيدر العبادي، فيما وعدت بحسمه ومحاسبة المسؤولين عنه.

وقال مسؤول أمني في المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكومة تواصلت أخيرا مع الجهات المسؤولة في محافظة الأنبار، بخصوص ملف المختطفين من المحافظة، والذين مضى على اختطافهم أكثر من ثلاث سنوات"، مبينا أنّ "الحكومة شكّلت لجنة خاصة لمتابعة هذا الملف".

وأوضح أنّ "اللجنة المشكّلة من مسؤولين أمنيين، وقضاة، ومسؤولين من مكتب رئيس الحكومة، باشرت عملها فعليا، وتواصلت مع المسؤولين في محافظة الأنبار لجمع المعلومات الكافية عن المختطفين، وفتح ملفاتهم، وتقصّي الأدلة والقرائن لمعرفة الجهات الخاطفة".

وأكد أنّ "الملفات فتحت بشكل كامل أمام اللجنة، ستستكمل كافة المعلومات خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع"، مبينا أنّ "العبادي يشرف بشكل مباشر على عمل اللجنة، ويتابعها، بغية سرعة الحسم"، ومشيرا إلى أنّ "من ضمن المعلومات التي قدمت للجنة أسماء الجهات التي تورطت في عمليات الاختطاف، والأماكن المرجح وجود المختطفين فيها".

ولفت إلى أنّ "اللجنة وعدت بسرعة الحسم، خلال فترة لا تتجاوز الشهر، وأن تتم محاسبة الجهات المسؤولة عن الاختطاف".

وكانت مليشيات "الحشد الشعبي" قد أقدمت على اختطاف نحو 3 آلاف من أهالي محافظة الأنبار، خلال عمليات القتال التي جرت في المحافظة لتحريرها من يد تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما أغلق التحقيق في الملف، بعدما كشفت معلومات تدين "الحشد" في عمليات الخطف.

من جهته، قال المسؤول المحلي في محافظة الأنبار، فيصل العيثاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ملف المختطفين أهمل من قبل الحكومة العراقية، ولم تتم متابعة التحقيق فيه"، مبينا أنّ "مسؤولي المحافظة تابعوا الملف، وهناك معلومات تؤشر إلى وجود أعداد من المختطفين في سجون للحشد في جرف الصخر، ومناطق أخرى، وبعضهم في سجون حكومية، قسم منهم في سجن مطار المثنى".

وأشار إلى أنّ "هذه المعلومات كلها، ومعلومات أخرى، وصلت إلى اللجنة المشكلة لتتم متابعتها"، معربا عن أمله في أن "يتم حسم هذا الملف بشكل سريع، خاصة أنّ هناك جدية واضحة من الحكومة لحسمه".

ويشكو أهالي المفقودين من تجاهل الحكومة ملف أبنائهم، طوال السنوات السابقة، معربين عن أملهم في الكشف عن مصيرهم. وقالت الحاجة أم وسام، لـ"العربي الجديد": "طوال السنوات الماضية طرقنا كل الأبواب، الحكومية والحزبية وحتى قيادات المليشيات، ولم نحصل على جواب يحدد مصير أبنائنا".

وأكدت أنّ "ابنيها وسام وحسام، اختطفتهما المليشيات مع مجموعة من الشباب من الصقلاوية، خلال معركة الفلوجة، وأنّ هناك شهودا على تفاصيل عملية الخطف، لكنّنا لم نحصل على أي معلومة عنهم حتى اليوم"، معربة عن أملها في أن "تعمل الحكومة على كشف مصير أبنائنا، وأن تقر عيوننا برؤيتهم".


ويؤكد مراقبون أنّ العبادي يسعى لحسم هذا الملف الخطير، قبيل انتهاء ولايته، إذ أنّه لم يستطع، خلال الفترة السابقة، متابعة التحقيق فيه، لما لمليشيات "الحشد" من ثقل سياسي وأمني في البلاد.