هجوم الأهواز: التفاصيل والاتهامات

22 سبتمبر 2018
عشرات القتلى والجرحى بالهجوم (مورتيزا جعبريان/فرانس برس)
+ الخط -
أطلق أربعة مسلحين صباح السبت، عيارات نارية بشكل كثيف خلال العرض العسكري الذي أقيم في الأهواز، في محافظة خوزستان، بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، بالتزامن مع عروض مماثلة جرت في مدن إيرانية أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بالعشرات، فضلًا عن مقتل المسلحين الأربعة، إذ أعلنت القوات المسلحة أنها قتلت ثلاثة منهم خلال عملية مطاردة وقعت عقب الهجوم مباشرة، واعتقلت الرابع بعد إصابته بجروح خطرة توفي على إثرها في المشفى.

كيف حصل الهجوم؟

بحسب السلطات الإيرانية، فإن هؤلاء المسلحين خبأوا أسلحتهم الرشاشة في حديقة متاخمة لموقع العرض العسكري، أطلق اثنان منهم النار من جهة الخلف نحو المنصة التي كان يجلس فيها عسكريون ومسؤولون سياسيون، بينما شارك اثنان آخران في العملية وهما على دراجة نارية فأطلقا النار عشوائيًا، وحاول الأربعة الفرار بعدها.

ولوحظ في الفيديوهات المرسلة من موقع الهجوم أن الحاضرين لم يدركوا في البداية ما حصل، إذ توقعوا أن إطلاق النار جزء من العرض العسكري، حتى شاهدوا وقوع الإصابات، ففروا هاربين.



من هي أبرز الشخصيات الحاضرة؟

من بين الحضور كان ممثل "الولي الفقيه" في محافظة خوزستان محمد علي موسوي جزايري، فضلًا عن عضو مجلس خبراء القيادة عن الأهواز محسن حيدري، ومحافظ خوزستان غلام رضا شريعتي، وحاكم الأهواز جمال عالمي نيسي، ولم تفد المواقع الرسمية عن إصابة أو مقتل أي من هؤلاء.

من هم أبرز ضحايا الهجوم؟

نشرت مواقع إيرانية قائمة بأسماء 25 شخصًا، تم التعرف إلى هوياتهم، ورجحت المصادر الرسمية ارتفاع العدد بسبب وجود إصابات خطرة. وفي حين ذكرت وكالة "تسنيم" أن الإحصائية الأولية أكدت مقتل ثمانية عسكريين من الحرس الثوري، أفادت مصادر بأن المرافق الشخصي لقائد الحرس الثوري في منطقة خوزستان من بين القتلى أيضًا.

ومن أبرز الشخصيات العسكرية التي قتلت في الهجوم، العقيد في الحرس الثوري أميد فرخي، والعسكري سعيد زارع، الذي ذكرت بعض المواقع أنه "كان في جبهات القتال في سورية والعراق، فضلًا عن العسكري حسين ولايتي، والشاب المجند علي كمايي، إلى جانب عسكري متقاعد ومُقعد شارك في الحرب العراقية الإيرانية.

ومن بين الضحايا المدنيين طفلة أيضًا، وبينما أشارت مصادر إلى مقتل صحافي، نفت أخرى صحة ذلك.

من هي أبرز الجهات المتهمة؟

بعد وقوع الهجوم، وجه المتحدث باسم الحرس الثوري رمضان شريف، أصابع الاتهام لـ"المنظمة الأحوازية"، كذلك اتهم الولايات المتحدة الأميركية ودولًا في المنطقة بدعم الهجوم، بينما ادعى المتحدث باسم القوات المسلحة، أبو الفضل شكارجي، أن دولتين خليجيتين درّبتا ونظمتا ومولتا الأفراد الذين نفذوا العملية، متهمًا أيضاً أميركا و"الموساد". ولم يخرج موقف المرشد الأعلى علي خامنئي عن هذا الإطار كثيرًا، إذ اعتبر أن هجوم الأهواز استمرار لمؤامرة أطراف وصفها بـ"أذرع أميركا في المنطقة"، والتي تريد ضرب أمن بلاده، وتوعد بالرد على ما حصل.

من تبنى العملية؟

وفي وقت تعدّدت فيه الجهات التي حمّلتها إيران مسؤولية دعم العملية، تعدّد المتبنّون لتنفيذها أيضا، فقد تبنّى تنظيم "داعش" الهجوم، فيما ذكر رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، حبيب جبر، على "تويتر"، أن "استهداف الحرس الثوري في استعراضه العسكري من قبل المقاومة الوطنية الأحوازية يأتي في إطار الدفاع عن النفس وضد مليشيا عسكرية إرهابية مصنفة على المستوى الدولي". كما نقلت صفحة "إيران إنترناشنال" عن المتحدث باسم الحركة ذاتها، يعقوب حر التستري، تبنّي من وصفها بـ"المقاومة الوطنية" في الأهواز تلك العملية.


"المنظمة الأحوازية"، التي اتهمها الحرس الثوري بتنفيذ الهجوم، هي وفقاً لتقرير لوكالة "مهر"، كانت تسمي نفسها "المنظمة السياسية الشعبية العربية"، وهي التي تطالب بانفصال خوزستان عن إيران، ودعت لسيادة وحكومة منفصلة فيها عقب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، وتصنّفها طهران كإرهابية، وتتهمها بارتكاب العديد من العمليات عقب الثورة وخلال الحرب. عدد كبير من أفرادها غادروا البلاد إلى دول أوروبية، مثل بريطانيا وهولندا، وبعدها غيّرت مجموعة من أعضائها اسمها من "المنظمة السياسية الشعبية العربية" إلى "الأحوازية"، وهم من يعتبرون الأهواز للعرب وحسب.

أما الحركة الانفصالية التي تبنّت الهجوم، وهي "جبهة النضال العربي لتحرير الأحواز"، فكان يُطلق عليها اسم "المؤسسة الإسلامية السنية في الأحواز"، وفي بعض التقارير الإيرانية إشارة إلى أنها تدعو نفسها كذلك بـ"المنظمة الأحوازية" أو أنها تنضوي تحت لوائها.

وعقدت هذه الجهة، سابقاً، مؤتمرات لدعم حقوق عرب إيران، وتشجب السلطات الإيرانية دور القاهرة والرياض في دعم هذه الحركة واستضافة مؤتمراتها، وهي التي تقوم بعمليات منذ عام 2005 في إيران، وتطالب بإعادتها لحدود 1925، وفصل "الأحواز" عنها.

وتبنّت سابقاً كذلك عدة عمليات، كاغتيال القاضي ورئيس شعبة المعلومات في خوزستان حسين شريفي، العام الماضي، وتفجير خط لنقل الغاز المسال جنوبي إيران في 2016، بينما اغتيل رئيسها أحمد مولى في هولندا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، ووجهت الجبهة أصابع اتهامها لإيران.