وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك في ختام محادثاته مع أردوغان التي دامت لأكثر من أربع ساعات: "خلال اللقاء، تطرّقنا إلى هذا الوضع (في إدلب) بشيء من التفصيل، وقررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 - 20 كيلومتراً على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية، اعتباراً من 15 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري، مع إخراج المسلحين الراديكاليين منها، بمن فيهم جبهة النصرة".
وأضاف: "ستتولّى مجموعات دورية متحركة تابعة للوحدات التركية ووحدات الشرطة العسكرية الروسية، المراقبة في المنطقة منزوعة السلاح. ستتم استعادة حركة العبور على طريقي حلب - اللاذقية وحلب - حماة في موعد أقصاه نهاية عام 2018".
وحول موقف النظام السوري من مثل هذه الإجراءات، قال بوتين: "بشكل عام، تدعم قيادة الجمهورية العربية السورية هذا النهج. في القريب العاجل، سنعقد مشاورات إضافية مع القيادة السورية".
وتطرّق الرئيس الروسي أيضاً إلى قضية تشكيل اللجنة الدستورية، قائلاً: "سنواصل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية من ممثلي القيادة السورية وقوى المعارضة والمجتمع المدني. المهمة هي إطلاق عملها في أقرب وقت".
وشدّد بوتين على أن بلاده تعمل مع تركيا على تسوية الأزمة في سورية وتحسين الظروف الإنسانية، معلناً نية البلدين استخدام منصة أستانة للتوصل إلى حلول سياسية.
من جانبه، أكد أردوغان أنه اتفق مع بوتين على إقامة منطقة منزوعة السلاح بين المعارضة والنظام في إدلب، مؤكداً كذلك أن قوات تركية وروسية ستراقب المنطقة في إدلب.
وأضاف أن بلاده ستعمل جاهدة مع روسيا على منع الأعمال الاستفزازية من قبل أطراف ثالثة في إدلب، مشيراً إلى أن الخطوات التي تم الاتفاق عليها اليوم ستساهم في تحقيق الاستقرار في إدلب.
كذلك أشار إلى أن المعارضة ستبقى في أماكنها، وسنضمن عدم نشاط المجموعات الراديكالية في المنطقة، مضيفاً بالقول: "أعتقد أننا تمكّنا عبر هذا الاتفاق من منع حدوث أزمة إنسانية كبيرة في إدلب".
ولفت إلى أن روسيا ستتخذ التدابير اللازمة من أجل ضمان عدم الهجوم على إدلب التي تعتبر منطقة خفض التصعيد.
وبعد الإعلان عن الاتفاق بوقت قصير، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله اليوم الاثنين إن قوات النظام السوري وحلفاءه لن تنفذ عملية عسكرية جديدة في محافظة إدلب.
من جهتها، وصفت الأمم المتحدة الاجتماع بين الرئيس التركي ونظيره الروسي بأنه "في غاية الأهمية".
وأعربت المنظمة الأممية عن "الأمل في الأثر الإيجابي للاجتماع على حياة المدنيين السوريين في إدلب".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده، اليوم الاثنين، استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في المقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
ورداً على أسئلة صحافيين بشأن موقف غوتيريس من إعلان أردوغان أن قوات تركية وروسية ستوكل إليها مهمة مراقبة المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، أوضح دوغريك أن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة "سينظر بكل عناية في النتائج التي تم التوصل إليها اجتماع القمة التركية الروسية اليوم".
وأعرب الرئيس التركي في وقت سابق اليوم عن ثقته بأن بيان قمة سوتشي "سيعطي المنطقة أملاً جديداً".
وأضاف أردوغان، في مستهل لقائه مع بوتين، أن "تعاوننا مع روسيا على الصعيد الإقليمي من شأنه أن يبعث الأمل في المنطقة، وأنا واثق بأن عيون العالم ومنطقتنا تتطلّع إلى قمة سوتشي"، مشيراً إلى أن "تبادل الأفكار مع روسيا حول العديد من القضايا على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية سيسهم في تعزيز قوة البلدين".
من جهته، قال بوتين إن "هناك مواضيع كثيرة سنتناولها، بعضها معقّد، لذلك سنعيد النظر فيها ونبحث سبل حلها".
وشدّد الرئيس الروسي على أن "علاقاتنا مع تركيا تتطوّر بشكل إيجابي، وتنمو بإيقاع سريع على الصعيد الاقتصادي، وكذلك على صعيد أمن المنطقة والسياسة الدولية".
وانتهى اللقاء بعقد اجتماع مغلق في مقر رئاسة الدولة بالمدينة الروسية، واستغرق ساعة و25 دقيقة، عقب لقاء ثنائي جمع أردوغان وبوتين.
ووصل أردوغان اليوم إلى سوتشي، في إطار زيارة عمل تستغرق يوماً واحداً، ويعد هذا اللقاء الثاني خلال سبتمبر/ أيلول الحالي بينه وبين نظيره الروسي، بعد قمة ثلاثية جمعتهما في طهران بالرئيس الإيراني حسن روحاني، ويأتي لقاء اليوم في إطار الجهود المكثفة الرامية إلى حل الأزمة السورية.
وتعتبر إدلب آخر مناطق "خفض التصعيد" القائمة بموجب "اتفاق أستانة"، للدول الثلاث الضامنة تركيا وروسيا وإيران.