تحذيرات إسرائيلية من تداعيات عكسية لعقوبات ترامب ضد الفلسطينيين

12 سبتمبر 2018
ترامب يطبق مع الفلسطينيين التقاليد المتداولة في عالم الأعمال(Getty)
+ الخط -



في الوقت الذي ترحب القيادات الإسرائيلية الرسمية بالإجراءات والقرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد الفلسطينيين، حذّرت صحيفة عبرية من أن هذه الإجراءات قد تنعكس سلباً على تل أبيب.

وجاء في تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، أنه على الرغم من أن الإجراءات التي اتخذها ترامب تعبّر عن "أحلام اليمين الأيديولوجي في إسرائيل" إلا أنها تنطوي على مخاطر أمنية كبيرة ويمكن أن تفضي إلى تفجير الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، معتبراً أن إسرائيل هي التي ستدفع الثمن.

وحذرت الصحيفة من أنه "في حال لم يتمكن ملايين الطلاب الفلسطينيين من التوجه إلى المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب العقوبات التي فرضها ترامب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أنروا"، فإنهم سيتوجهون إلى الإرهاب والعنف".

وهاجمت الصحيفة السياسة الخارجية الأميركية، محذرة من أن صانعي هذه السياسة لا ينظرون "أبعد من كتف ترامب وهذا سيفضي إلى تفجر الأوضاع في وجه إسرائيل تحديداً".



وشددت على أن العقوبات لن تسهم في تفجير الأوضاع الأمنية فقط بل إنها لن تجبر الفلسطينيين على تغيير أفكارهم إزاء صفقة القرن، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات لن تدفع الفلسطينيين لإبداء المرونة والتوافق على الأفكار المتعلقة بتسوية الصراع التي تحاول الإدارة تمريرها.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يتعاطى مع الصراع كما لو كان الأمر يتعلق "بصفقة عقارات"، ذاكرة أن ترامب يقول للفلسطينيين: "من دون الموافقة على مقترحي لحل الصراع لن أدفع لكم دولاراً واحداً".

ولفتت إلى أن "ترامب عبّر عن موقفه هذا في اجتماع مع الحاخامات اليهود في الولايات المتحدة الأميركية، أخيراً، حيث تعهد بعدم دفع أموال للسلطة حتى توافق على العودة إلى المفاوضات".

من جهته، قال السفير الأميركي السابق في تل أبيب دان شبيرو، إن الإجراءات المهينة التي يتخذها ترامب ضد الفلسطينيين من أجل إجبارهم على العودة إلى التفاوض مع إسرائيل لن تنجح.

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أوضح شابيرو، الذي يعمل حالياً باحثاً رئيساً في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن ترامب يطبق في تعاطيه مع الفلسطينيين التقاليد والأعراف المتداولة في عالم الأعمال، مشيراً إلى أن هذا السلوك سينتهي إلى فشل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد رحب بقرار إدارة ترامب إغلاق مقر منظمة التحرير في واشنطن.

واعتبر الكاتب اليميني تسحاي ليفي، أن الحرب التي أعلنتها إدارة ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية ستعزز قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الأمنية والاستراتيجية دون الخوف من ردود المحكمة.


وفي مقال نشره اليوم موقع "عروتس شيفع"، الذي يعبّر عن التيار الديني القومي، طالب الحكومة الإسرائيلية بتغيير القواعد التي تنظم أوامر إطلاق النار التي يلتزم بها جنودها في مواجهة الفلسطينيين والتحرر من القيود الحالية، مطالباً قيادة الجيش الإسرائيلي بطرد المستشارين القانونيين الذين يحرصون على تصميم أوامر إطلاق النار بحيث لا تفضي إلى استثارة ردود من محكمة الجنايات الدولية.

واعتبر هليفي أن الموقف الأميركي، الذي عبّر عنه مستشار الأمن القومي جون بولتون، والذي هدد المحكمة الدولية، يساعد إسرائيل على تصميم العمليات العسكرية في أية حرب مقبلة بحيث لا تراعي وجود المدنيين الفلسطينيين.

ودعا إلى التوقف عن تحذير المدنيين الفلسطينيين من خلال إطلاق صواريخ تحذيرية قبل تدمير المنازل، مطالباً باستهداف المنازل بالنيران الثقيلة والطائرات النفاثة بشكل مباشر.

وحث على وقف الإجراءات الجنائية، التي يتخذها النائب العسكري الإسرائيلي ضد جنود قتلوا فتية فلسطينيين شاركوا في مسيرات العودة الكبرى من دون مبرر.

المساهمون