وأصرّ ديفيز، الذي قضى عدة أشهر في التفاوض حول "بريكست"، على أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستخسر أكثر في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق من المملكة المتحدة، بعد أن زعم أن "تعنت" المفوضية الأوروبية يدفع المملكة المتحدة إلى "بريكست" من دون صفقة.
وقال لصحيفة "ديلي تلغراف"، إن هناك خطأ في الحسابات من جانب الاتحاد الأوروبي، قد ينتهي من دون اتفاق عن طريق الصدفة. وتابع بأنّه من "المؤكد أنه ليس في نية الاتحاد الأوروبي أن يكون هناك "بريكست" من دون صفقة، لكنهم يخطئون في تقديرنا في الوقت الحالي". ولفت إلى أنّ البرلمان البريطاني لا يريد الخروج من دون التوصّل إلى اتفاق، لكن "بالتأكيد لن يتم دفعه من قبل البرلمان الأوروبي".
ونقلت صحيفة "ذا إندبندنت" قول ديفيز: "لطالما اعتقدت ألا صفقة أفضل من صفقة سيئة على الرغم من أنّه سيكون هناك قضايا حدود وغيرها ... لكنّها ستعطينا المزيد من الحرية. ما زلت أعتقد أنّنا نمتلك أمرين إلى جانبنا - لدينا عملة خاصة بنا ونحن أسياد مصيرنا بطريقة لا تتمتع بها البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
وجاءت تصريحات ديفيز بعد أن التقت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإجراء محادثات مباشرة يوم الجمعة، وتم إرسال وزراء للتعامل مباشرة مع نظرائهم فيما بدا أنه محاولة لقطع الطريق على كبير مفاوضي التكتل، ميشيل بارنييه، وبيروقراطيي المفوضية الأوروبية.
من جهته، أشار المحامي العام والنائب في البرلمان، روبرت بوكلاند، إلى أن الحكومة تعتقد أن قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين سيقومون بدور أكثر أهمية مع اقتراب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق في فصل الخريف. وأكمل أنّه في حال لم يتم التوصل إلى الاتفاق في الموعد المحدد سيبقى هناك المزيد من الوقت مع التلميح إلى إمكانية اختصار عطلة عيد الميلاد في مجلس العموم.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإيرلندي السابق، جون بروتون، إنّ المملكة المتحدة قادت "بريكست" من "الخلف إلى الأمام" وهو ما أدّى إلى تأخير المفاوضات. وتابع كتبت رسالة تقول إنها تريد أن تترك الاتحاد الأوروبي، ثم بدأت بعدها فقط في تحديد نوع الترتيب الذي تريده مع الاتحاد الأوروبي.
وقال الزعيم الأيرلندي السابق إن تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على بلده يتم تجاهله، لافتاً إلى أن "بريكست" هو قرار بريطاني، ولم يكن لديهم أي رأي فيه، وهو قرار له تداعيات هائلة بالنسبة لهم.
وأكمل: "صوتت أيرلندا الشمالية للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وهذا يتم تجاهله. اسكتلندا صوتت للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وهذا يتم تجاهله - لأن إنجلترا تريد المغادرة".
وعلّق بروتون قائلاً إنّ الحكومة البريطانية اعتقدت أنّها بمجرّد أن تقدّم اقتراحها ينبغي على الدول الـ 27 الأخرى أن توافق على ما تريده ببساطة. وتابع: "للأسف ليس من السهل القيام بذلك مع اتحاد يتألف من 27 دولة مختلفة. خاصة عندما تكون هناك معاهدة وقوانين ينبغي الالتزام بها، وحيث يتطلب تغيير المعاهدات الإجماع على سبيل المثال، إنّ اتفاقية التجارة التي قد تتخذها بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي يجب أن يتم الاتفاق عليها في برلمانات جميع الدول الأعضاء".
أمّا النائب البرلماني المحافظ، السير بيرنارد جنكين، فقال إن التحذيرات الأكيدة بشأن مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي دون أي اتفاق، مماثلة لتلك التي صدرت قبل عام 2000. وحذّر من "أعمال شغب في الشوارع" في دول الاتحاد الأوروبي إذا واجه منتجوها عوائق إضافية في المتاجرة مع بريطانيا. وأكمل أن معظم الدول التي تتاجر في شروط منظمة التجارة العالمية زادت من تجارتها مع الاتحاد الأوروبي بشكل أسرع من بريطانيا خلال فترة عضويتها.
ويبدو أن تصريحات برنارد جاءت كرد على ديفيز، الذي قال إن الاتحاد الأوروبي سوف يندم على الاعتقاد بأن المملكة المتحدة تخادع في التهديد بالخروج من دون صفقة. وأكّد على أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد تخسر أكثر في حال الفشل في التوصل إلى اتفاق ممّا قد تخسر المملكة المتحدة.