معصوم مرزوق ويحيى القزاز ورائد سلامة.. معارضو بيع تيران وصنافير يحاسَبون اليوم

23 اغسطس 2018
حملة اعتقالات ممنهجة شنها الامن المصري اليوم (الأناضول)
+ الخط -

قادت قوات الأمن المصرية، في وقت مبكر اليوم الخميس، حملة اعتقالات ممنهجة شملت السفير السابق معصوم مرزوق، صاحب مبادرة الاستفتاء على شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ والاقتصادي البارز رائد سلامة؛ وعضو "حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات"؛ وعضو حركة "كفاية" سابقًا، يحيى القزاز، فضلًا عن القبض على أسرة الناشط السياسي بالتيار الشعبي المصري، سامح سعودي، لإجباره على تسليم نفسه، وكذلك الصحافية المصرية نرمين حسين.



معصوم مرزوق



كان ضابطًا سابقًا في سلاح الصاعقة المصري. وكان من أوائل الثانوية العامة، وترك كلية الهندسة ليلتحق بالقوات المسلحة بعد نكسة 1967، حيث شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وحصل على وسام الشجاعة من الطبقة الأولى.

وبعدها انتُدب للعمل في وزارة الخارجية المصرية، حتى وصل لمنصب مساعد وزير الخارجية.

كان أحد أبرز أسماء المقبوض عليهم على خلفية ما تُعرف بـ"مظاهرات الأرض" الرافضة لبيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية في إبريل/نيسان 2016.

كانت مصر والسعودية قد أبرمتا اتفاقية ترسيم الحدود التي بموجبها يتم نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، في الثامن من إبريل/نيسان من 2016، وسط غضب واستهجان واسع في الشارع المصري.

وخرجت مظاهرات رافضة للاتفاقية، أُلقي القبض فيها على مئات المتظاهرين، وخرجوا بكفالات مالية فاقت 5 ملايين جنيه.

وقبل أسابيع، أطلق السفير معصوم مرزوق، الذي أصبح واحدًا من أبرز السياسيين المصريين المعارضين للنظام الحالي، مبادرة سياسية لإنقاذ البلاد، تشمل دعوة لإجراء استفتاء شعبي على شعبية السيسي.

وعلى الرغم من أن المبادرة لم تلقَ أي دعم أو ترحيب من قبل أي تيار سياسي في مصر، حتى الفصيل المنتمي له، فإن مجرد التفكير في مبادرة كتلك تكفي النظام المصري للتنكيل به.


رائد سلامة



تم إلقاء القبض على الدكتور رائد سلامة رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصريون ضد التمييز الديني".

وعُرف سلامة كباحث اقتصادي بارز، ووكيل مؤسسي حزب التيار الشعبي، وأحد المؤيدين لمبادرة السفير معصوم مرزوق.

يحيى القزاز



أستاذ جيولوجيا متفرغ بجامعة حلوان. ومناضل مصري منذ سنوات، حيث كان عضو حركة "9 مارس لاستقلال الجامعات"، وعضو حركة "كفاية" سابقًا.

ألقي القبض عليه مؤخرًا في قضية "عبثية" بتهمة إهانة الرئيس، ثم بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2017، قررت نيابة استئناف القاهرة، إخلاء سبيله، بكفالة 10 آلاف جنيه مصري.

وكان القزاز أيضًا أحد أشد المعارضين لبيع جزيرتي تيران وصنافير.

بيان استنكار

وبعد حملة الاعتقالات اليوم، أصدرت "الحركة المدنية الديمقراطية" بيانًا، مساء، طالبت فيه بالإفراج الفوري عن السفير معصوم مرزوق، ورائد سلامة.

وقالت في بيانها: "الحركة المدنية الديمقراطية بكل مكوّناتها تعبر عن قلقها البالغ من الأنباء التي ترددت عن قيام قوة أمنية بإلقاء القبض على السفير معصوم مرزوق والباحث الاقتصادي رائد سلامة ضمن حملة أمنية تشمل آخرين".

وأضافت "وبينما لا تزال الأنباء تتواتر، ترى الحركة أن مثل هذه الأساليب في مواجهة أصحاب الرأي تضيف إلى عوامل الاحتقان والتوتر".

وتابعت: "يضاعف من قلق الحركة أن السفير معصوم شخصية وطنية خدمت مصر في ميادين القتال كمقاتل، وفي ميادين الدبلوماسية كمساعد لوزير الخارجية، وأن ما دعا إليه التزم المسارات السلمية الدستورية ولم يدعُ إلى عنف أو فوضى، كما أن محاميه قام بالإخطار عن الاجتماع الذي دعا له في ميدان التحرير، وأكد السفير أنه سيلجأ إلى القضاء لو رفض الأمن، وهو ما يعني التزامه بالمسارات القانونية الدستورية".

وأكدت الحركة أنه "وأيًا ما كان الرأي في بنود مبادرة السفير، فإنه حاول تجنيب البلاد مخاطر الفوضى بتغييرٍ يقطع الطريق على تحول مشاعر الغضب والاحتجاج إلى انفجار".