عززت قوات النظام السوري وجودها في شرق محافظتي حماة وإدلب، وسط وشمالي سورية، بشكل لافت، اليوم الثلاثاء، وسط حالة استنفار في مطار حماة العسكري، بالتزامن مع استقدام العديد من ضباط الدفاع الجوّي من مطارات مختلفة، مع توقعات باستعداد النظام لشن عملية عسكرية في المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية محلية إن الحشود التي استقدمها النظام توزعت بين قرية أبو دالي شرقي حماة وحتى مطار أبو الظهور شرقي إدلب، مشيرة إلى اجتماعات مستمرة بين ضباط النظام وآخرين روس وإيرانيين في مطار حماة العسكري ومدرسة المجنزرات، اللذين يعتبران مركزين لقيادة عمليات النظام في شمالي سورية.
وقال الناشط عبد الرحمن الحموي لـ"العربي الجديد" إن شاحنات محمّلة ببراميل متفجّرة وراجمات صواريخ ومروحيّات عسكريّة إضافة لعدد من الضبّاط وصلوا من الجنوب السوري خلال السّاعات القليلة الماضية إلى مدرسة المجنزرات شرقي حماة، فيما يبدو أنه تحضير لعمل عسكري في محافظتي إدلب وحماة، وفي مثلث غرب جسر الشغور -شمال اللاذقية – سهل الغاب، بهدف إجبار فصائل المعارضة على التراجع شمالاً نحو عمق محافظة إدلب، حيث نقلت قوات النظام عتادها وعناصرها وذخيرتها بعد انسحابها من جبهات الجنوب السوري.
وفي شرق البلاد، تحدثت مصادر محلية عن هجوم شنه تنظيم "داعش" اليوم على مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيا الإيرانية في دير الزور.
ونقلت وكالة "سمارت" عن تلك المصادر قولها إن التنظيم بدأ في الساعات الماضية هجوماً على البوكمال من جهة مطار البوحمدان، في ظل اشتباكات عنيفة ضد عناصر قوات النظام والمليشيا المساندة لها، مضيفة أن "أصوات الانفجارات والمواجهات تُسمع بوضوح داخل المدينة، وتقترب أكثر"، دون توفر معلومات أخرى.
ويتكرر هجوم تنظيم "داعش" على مواقع قوات النظام والمليشيا الإيرانية والأفغانية المساندة لها شرقي البلاد، ما يؤدي إلى مقتل وجرح عناصر من الأخيرة في ظل اشتباكات داخلية بينها في مدينة البوكمال.
إلى ذلك، كثف التنظيم هجماته في مدينة الرقة، مستهدفًا مواقع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
ونشرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، اليوم، صورة قالت إنها لتفجير عبوة ناسفة بآلية تقل عناصر من "قسد" وجنوداً أميركيين في شارع النور في مدينة الرقة.
وقالت الوكالة إن هجوماً آخر بعبوة ناسفة استهدف آلية لـ"قسد" قرب مطعم العليان في منطقة التوسيعة، ما أدى لتدميرها ومقتل أربعة عناصر كانوا فيها.
وتأتي الهجمات التي يقوم بها التنظيم بالتزامن مع تصريحات أميركية تربط الوجود العسكري الأميركي في شمال شرق سورية بالقضاء على تنظيم "داعش" وتحضيرات من جانب "قسد" لمهاجمة آخر معاقل التنظيم شرقي نهر الفرات.
وأعلن التنظيم اليوم مواصلة القتال حتى الموت ضد قوات التحالف الدولي و" قسد" في الجيب الأخير المتبقي تحت سيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي، و"مواصلة عمليات الاغتيال وزرع العبوات الناسفة خلف خطوط العدو بحق العناصر المسلحة والمرتدين والمتعاونين على حد سواء".