مصر والأمم المتحدة: المصالحة الفلسطينية شرط لإنجاز مسار التهدئة

18 اغسطس 2018
اتفاق تهدئة محتمل بين المقاومة وإسرائيل(مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -
كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، النقاب عن أن كلاً من مصر والأمم المتحدة تعتقدان أن انجاز مسار التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل يتوقف على انجاز المصالحة الداخلية الفلسطينية.

ونقلت القناة العبرية، أمس الجمعة، عن مصادر دبلوماسية قولها إنّ كلاً من مبعوث الأمم المتحدة للمنطقة نيكولاي ملادينوف، ومدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، توصلا لقناعة مفادها أن تنفيذ مشاريع البنى التحتية الكبيرة في قطاع غزة، التي نص على تنفيذها مسار التهدئة المتبلور، لا يمكن أن تتم من دون عودة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل كامل.

واعتبرت القناة أن عدم ردم الهوة بين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن اتفاق المصالحة يعني أن الحديث عن مسارات التهدئة في الوقت الحالي غير واقعي.



وأشارت إلى أن "ما فاقم الأمور تعقيداً حقيقة أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد أبلغ أطرافاً دولية وإقليمية أنه في حال وقعت حركة "حماس" على اتفاق تهدئة مع إسرائيل فإن السلطة ستتوقف عن تحويل أكثر من 90 مليون دولار شهرياً لقطاع غزة كموازنات تشغيلية للوزارات والمؤسسات الحكومية ورواتب للموظفين".  

من ناحية ثانية، أفضت التسريبات بشأن اتفاق التهدئة المتبلور بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية إلى تعاظم الاستقطاب داخل اليمين الإسرائيلي.

وهاجم نائب رئيس الكنيست بتسلال سموتريتش، القيادي البارز في حزب "البيت اليهودي" المتدين بشدة؛ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، محذراً من أن أي اتفاق تهدئة مع حركة "حماس" سيزيد المخاطر الأمنية على إسرائيل.

وكتب سموتريتش، في تغريدة نشرها مساء أمس على حسابه على "تويتر"، أن حركة "حماس" ستستغل اتفاق التهدئة في تعزيز قدراتها العسكرية، بحيث تكون المواجهة المقبلة معها أكثر تحدياً لإسرائيل.

وحملت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، ليبرمان، المسؤولية عن التوصل لمسار التهدئة، حيث اتهمته بالتراجع أمام حركة "حماس".

وفي مقال نشره موقعها اليوم، اتهم معلقها ميخائيل توخفيلد ليبرمان بأنه "لا يجرؤ على تبني موقف يتعارض مع مواقف قيادة الجيش، التي تبدو معنية بالتوصل لاتفاق التهدئة".

وكذلك، شنت قناة التلفزة اليمينية (20) هجوماً كبيراً على أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، معتبرةً أن أي اتفاق تهدئة مع حركة "حماس" يعد "اتفاق خضوع وخنوع للإرهاب".

بدوره، حذر الصحافي اليميني أريئيل كهانا من أن التوصل لاتفاق تهدئة مع "حماس" يمهد الطريق أمام العودة لاتفاق "أوسلو"، إلى جانب أنه سيوفر بيئة تضمن لحركة "حماس" تعزيز قدرتها على المس بإسرائيل.

وفي تحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أمس، قال كهانا إن مسار التهدئة المقترح لا يضمن تفكيك سلاح حركة "حماس" ولن يقود إلى وقف تعاظم قوتها العسكرية، محملاً ليبرمان المسؤولية عن تبعات الاتفاق "الخطيرة".

واتّهم ليبرمان بتهديد أمن إسرائيل من خلال عدم اشتراطه أن توقف حركة "حماس" إنتاج الصواريخ في معاملها ومصانعها داخل القطاع، معتبراً أن "عدم تضمين هذا الطلب في مسار التهدئة يعني تهديد أمن الإسرائيليين في المستقبل".


ووصف كهانا مسار التهدئة المقترح بـ"الخطيئة"، وبأنه لا يلبي المصالح الأمنية للمستوطنين في غلاف غزة ويدلل على أن حركة "حماس" تمكنت من الحصول على تنازلات من إسرائيل تحت الضغط.

وسبق لديفيد بيتان الرئيس السابق للكتلة النيابية للائتلاف الحاكم في الكنيست أن هاجم قيادة الجيش متهماً إياها بالسعي للتوصل لاتفاق تهدئة مع حركة "حماس" بأي ثمن.

وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "جلي يسرائيل" قال بيتان إن المستوى العسكري يفرض على الحكومة رؤيته من خلال التخويف من نتائج المواجهة القادمة مع حركة حماس.