تجدد التظاهرات في بغداد ومخاوف من صدامات مع الأمن

21 يوليو 2018
التظاهرات انطلقت رغم الإجراءات الأمنية المشددة (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -
تجدّدت التظاهرات الشعبية الغاضبة وسط بغداد، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة التي تتخذها القوات العراقية، في وقت تستعد فيه المحافظات الجنوبية لتظاهرة واسعة يوم غد، وسط مخاوف من وقوع صدامات مع الأمن.

وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العشرات من المتظاهرين استطاعوا الوصول إلى ساحة التحرير وسط بغداد، رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وانطلقوا بتظاهرة، رفعوا خلالها لافتات ورددوا شعارات تطالب الحكومة بتحسين مستوى الخدمات".

وأكدوا أنّ "القوات الأمنية تحيط بالمتظاهرين، وشكلت حاجزًا بشريًا لمنعهم من الوصول إلى المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والسفارتين الأميركية والبريطانية".

من جهته، قال الناشط المدني عمّار العبودي، وهو أحد منظمي التظاهرات، لـ"العربي الجديد": "القوات الأمنية حاولت منع المتظاهرين من الوصول إلى ساحة التحرير، من خلال انتشارها المكثف منذ عصر اليوم قرب الساحة وقطع الطرق المؤدية إليها، ونصب الحواجز الأمنية في أغلب الطرق المؤدية إلى الساحة".

وأكد أنّ "كل تلك الإجراءات لم تثن المتظاهرين عن الوصول إلى الساحة"، مبينًا أنّ "المتظاهرين رفعوا مطالبهم المشروعة، من توفير الخدمات لأبناء الشعب وعدم حصرها في أحزاب السلطة"، داعيًا الحكومة إلى "منع القوات الأمنية من الصدام مع المتظاهرين".


يأتي ذلك، في وقت تستعدّ فيه المحافظات الجنوبية للخروج بتظاهرة واسعة، يوم غد الأحد. وقال عضو تنسيقية تظاهرات محافظة ميسان، هادي الساعدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الإجراءات الأمنية المكثفة التي اتخذتها القوات الأمنية في ميسان، وباقي المحافظات الجنوبية، لن تستطيع أن تمنعنا من التظاهر غداً".

وأشار إلى أنّ "المماطلات الحكومية بتنفيذ المطالب، والتهديدات الأمنية، لن تؤثر على تظاهراتنا، بل وحدت صوت الشعب في جميع المحافظات، ولا توجد قوة تستطيع أن تقف في وجهنا"، مؤكداً أنّ "المشاركين لن يتراجعوا عن مطالبهم المشروعة، ولن يسكتوا عن حقوقهم المسلوبة بعد اليوم".

كذلك شدّد على "ضرورة أن تعي الحكومة خطورة تجاوزها لحقوق الشعب، وأن تعلم أن لا طريق أمامها سوى تلبية المطالب، وعدم التسويف بتنفيذ جزء منها دون غيره"، محذرًا القوات الأمنية من "مغبة الاعتداء على المتظاهرين ومحاولة منعهم، أو الصدام معهم".

من جهتها، أعلنت تنسيقية تظاهرات محافظة ذي قار، الاستعداد لتظاهرات يوم غد، مؤكدة ضرورة توحيد مطالب المتظاهرين.

وذكرت في بيان صحافي اليوم أنّ "تظاهرات موحدة ستنطلق يوم غد الأحد في جميع المدن العراقية المنتفضة، ومنها بغداد، في الساعة السادسة مساء"، داعية إلى "إيقاف جميع المطالب والتأكيد على مطلب واحد هو إسقاط الفاسدين ومحاكمتهم".

وكانت الحكومة العراقية قد دفعت اليوم بتعزيزات عسكرية إضافية إلى محافظات جنوب العراق، ومنها البصرة وذي قار وميسان، في محاولة للحد من اتساع التظاهرات.

وتُثار مخاوف من تجدّد الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، بعد يوم مضى على الصدامات التي شهدتها تظاهرات الجمعة، التي أسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة 45 آخرين من المتظاهرين.