"رويترز": الحوثيون قد يقبلون سيطرة أممية على ميناء الحديدة

22 يونيو 2018
يُعتبر ميناء الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات (فرانس برس)
+ الخط -

نقلت "رويترز" عن مصادر، اليوم الجمعة، أن جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، ألمحت إلى استعدادها لتسليم إدارة ميناء الحديدة غربي اليمن إلى الأمم المتحدة، بينما حذر المبعوث الأممي مارتن غريفيث من "عواقب خطيرة" للتصعيد، مؤكداً أنّه سيواصل المشاورات حتى التوصل لاتفاق.

وفي حين عززت تطورات المعارك التي شهدتها الأطراف الجنوبية للحديدة، أمس الخميس، المخاوف من كلفة باهظة للمعركة، إذا ما وصلت إلى مركز المدينة المكتظة بمئات الآلاف من السكان، قال مصدر عسكري يمني مؤيد للتحالف الذي تقوده السعودية لـ"رويترز" "إن الخطة هي تأمين مطار الحديدة ثم التقدم على الطريق غير الساحلي من بيت الفقيه للسيطرة على الطريق السريع المؤدي إلى صنعاء وكذلك طريق حجة".

وكانت مصادر سياسية يمنية قد كشفت لـ"العربي الجديد"، عن "وجود ما يشبه المهلة، من قبل الأطراف الدولية الفاعلة، كفرصة للحكومة اليمنية والتحالف بتحقيق تقدمٍ حاسمٍ خلال أسابيع في الحديدة، إلى جانب وعود مقدمة من التحالف بتنفيذ خطة محكمة، تقلل التهديد المحتمل على المدنيين وعلى الإمدادات عبر الميناء".

في المقابل، نقلت "رويترز" عن مصدر دبلوماسي أن الحوثيين ألمحوا إلى أنهم سيقبلون بسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على إدارة الميناء وعمليات التفتيش فيه. وذكر دبلوماسي غربي أن الأمم المتحدة ستشرف على إيرادات الميناء وستتأكد من إيداعها في البنك المركزي اليمني. ويقضي التفاهم أيضاً بأن يظل موظفو الدولة اليمنية يعملون إلى جانب الأمم المتحدة.

وبحسب ما قال الدبلوماسي الغربي أيضاً، فقد "أعطى السعوديون بعض الإشارات الإيجابية في هذا الصدد، وكذلك لمبعوث الأمم المتحدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصدرت عن الإماراتيين أيضاً همهمات إيجابية، لكن لا يزال الطريق طويلاً أمام الاتفاق".

ولكن المصدر أشار إلى أنه لا تزال هناك تساؤلات حول انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة نفسها، تنفيذاً لمطالب الإمارات وحلفائها اليمنيين وكذلك هناك تساؤلات حول وقف أوسع لإطلاق النار. وأضاف أن التوصل لاتفاق على مغادرة المدينة قد يكون أحد "النقاط الشائكة الكبيرة".

غريفيث يحذر من "عواقب خطيرة"

وأعلن غريفيث، مساء الخميس، أنّه يواصل مشاوراته الهادفة إلى تجنيب مدينة الحديدة، التصعيد العسكري، عقب الزيارة التي قام بها مطلع الأسبوع الماضي، إلى العاصمة صنعاء.

وقال غريفيث، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إنّه سيواصل المشاورات "مع جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في الحديدة"، وعبّر عن خشيته من أن يكون للتصعيد "عواقب خطيرة على الصعيدين السياسي والإنساني".

وأضاف "أولويتي اليوم هي تجنّب مواجهة عسكرية في الحُديدة، والعودة بسرعة إلى المفاوضات السياسية".

وكان المبعوث الأممي زار صنعاء، مطلع الأسبوع الماضي، لإجراء مباحثات مع قيادات الحوثيين للوصول إلى تفاهمات بشأن الحديدة، وقال في البيان "لقد شجعني الانخراط البنّاء لقيادة أنصار الله في صنعاء، وأتطلع إلى لقاءاتي المقبلة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومة اليمن"، وأضاف "أنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من العنف في الحديدة".

وأشار مبعوث الأمم المتحدة، إلى أنّه كان قدم أيضاً إحاطة الى مجلس الأمن، الإثنين الماضي، وقال "أعلنت عزمي على استئناف المفاوضات السياسية في الأسابيع المقبلة". وختم بالقول "أكرر التزام الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية سياسية يتمّ الاتفاق عليها للنزاع في اليمن"، ورحّب بـ"التزام واستعداد الأطراف للانخراط في عملية سياسية يمنية داخلية بتيسير من الأمم المتحدة".


إلى ذلك، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأن النزوح مستمر للسكان من المدينة، على الرغم من تراجع وتيرة المعارك في الـ24 ساعة الأخيرة.

(رويترز, العربي الجديد)