الانتخابات العراقية: دعوات لاستفتاء شعبي لإلغائها ومليشيا مقربة من إيران تحذر

11 يونيو 2018
التيار الصدري يحذر من "حرب أهلية" (قاسم زين/فرانس برس)
+ الخط -
يدفع المخاض العسير الذي يمر به العراق، بعد أزمة الانتخابات وتداعياتها، نحو طروحات جديدة للتخلص من نتائجها، إذ دعا ائتلاف نائب رئيس الجمهورية، إياد علاوي، إلى استفتاء شعبي لإلغاء نتائج الانتخابات أو اعتمادها، بينما دخلت المليشيات على خط الأزمة وأبدت موقفا متشنجا، معلنة تمسكها بالنتائج الحالية.

وقال "ائتلاف الوطنية"، بزعامة إياد علاوي، في بيان صحافي، إنّ "التراكمات الخطيرة المبنية على ممارسات خاطئة تجاوزت كل الحدود، حتى وصلت إلى ملف الانتخابات، ما تسبب بتعقيد العملية السياسية، وزاد من ضعفها وتفككها"، مؤكدا أنه "بناء على ما حصل من إحراق صناديق الاقتراع، كجزء من مسلسل إجهاض الانتخابات، واستنادا الى عزوف الشعب عن المشاركة بالانتخابات، فلا بد من صيغة تعيد للشعب العراقي ثقته بالعملية السياسية والانتخابية، عبر شراكة في اتخاذ القرار".

ودعا الائتلاف إلى "إجراء استفتاء شعبي لتحديد المضي باعتماد الانتخابات المطعون بها، أو تبني انتخابات جديدة في ظروف طبيعية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبإدارة القضاء العراقي، والقبول بالنتائج التي تتمخض عنها كيفما كانت".

وعلى الرغم من التداعيات الخطيرة لأزمة الانتخابات، والتي تنعطف بشكل خطير نحو أزمة مستعصية، خاصة بعد إحراق صناديق الاقتراع في أحد مخازن مفوضية الانتخابات، والتي يراد إعادة عدها وفرزها من جديد، إلّا أنّ المليشيات تتمسك بنتائج الانتخابات الحالية.

وحذر المتحدث باسم مليشيا "عصائب أهل الحق"، المنضوية ضمن "تحالف الفتح"، نعيم العبودي، من دعوات الإلغاء قائلا إنه "لا يمكن القبول بإعادة إجراء الانتخابات، بسبب الإجراءات القانونية والدستورية، وكذلك لا يمكن إضاعة إرادة الناخبين وأصواتهم"، مؤكداً: "إلغاء الانتخابات أمر مستحيل، ولن نقبل به، فهناك أخطاء يجب أن تعالج من دون الذهاب إلى الإلغاء".

 

وأضاف العبودي: "سنسعى مع الكتل السياسية الأخرى إلى أن تكون المحكمة الاتحادية والإجراءات القانونية هي الحكم والفيصل بين الفرقاء، وبالتالي فنحن مع الدستور، ولا نريد أن نقفز على نتائج الانتخابات".

وحصلت مليشيا "عصائب الحق" على 15 مقعدا برلمانيا في الانتخابات الحالية، بعد أن كانت لا تملك إلّا مقعدا واحدا في البرلمان المنتهية دورته.

يأتي ذلك في وقت حذر فيه زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، من "حرب أهلية" في العراق، بسبب أزمة الانتخابات المتصاعدة في الخطورة، داعيا إلى "التعاون والتكاتف لتجاوز هذه المرحلة".

من جهته، دعا القيادي في "تحالف القرار"، محمد الجشعمي، إلى "تغليب لغة الحوار بين جميع الكتل السياسية، الفائزة أو الخاسرة، وعدم القبول بأي حلول تدفع البلاد نحو مزيد من الأزمات"، مبينا أنّ "الانقسام بين الكتل السياسية أمر خطير للغاية، فلا توجد أي تفاهمات، بل كل جهة تدفع بأجنداتها وتحاول تحقيق مصالحها الخاصة، الأمر الذي يجعل البلاد على حافة الانهيار".

وشدد الجشعمي على "أهمية أن يصدر القضاء العراقي قراراته، وأن تكشف التحقيقات المتورطين بحرق صناديق الاقتراع، وأن يتم التعامل مع قضية الانتخابات وفقا للقانون والدستور، لا وفقا للأجندات الخاصة".

ودعا رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أمس الأحد، إلى إلغاء نتائج  الانتخابات وإعادة إجرائها على خلفية احتراق صناديق الاقتراع ببغداد.