معارك "داعش" في سورية... من دير الزور إلى ريفي الحسكة ودرعا

11 يونيو 2018
اشتباكات بين "الحر" و"داعش" بريف درعا (محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

يخوض تنظيم "داعش" معارك قوية في أماكن عدة من الأراضي السورية، محققاً تقدماً لافتاً  على قوات النظام في شرقي البلاد، مقابل تراجعه أمام "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي نهر الفرات. كما تنشط معارك بين "داعش" وقوات النظام في ريف السويداء جنوبي البلاد، بينما كان هناك ظهور لافت للتنظيم في محافظة إدلب، التي كان من المعتقد أن وجوده فيها انتهى منذ سنوات.

وقالت مصادر محلية إن المعارك العنيفة تتواصل في البوكمال وباديتها في الريف الشرقي من دير الزور، بين "داعش" وقوات النظام، التي تساندها مليشيات إيرانية و"حزب الله"، إذ شن التنظيم هجمات جديدة فجر أمس الأحد على مواقع قوات النظام وحلفائها في المدينة وباديتها، بعد تمكنه من التوغل مجدداً داخل البوكمال، بالرغم من تكثيف القصف الجوي على مواقعه وتجمعاته من جانب الطيران الحربي التابع للنظام وروسيا. وتحاول قوات النظام محاصرة عناصر التنظيم في أطراف المدينة وإنهاء وجودهم، بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى البوكمال. وأوضحت المصادر أن أكثر من مائة من عناصر قوات النظام والمليشيا الموالية لها قتلوا خلال هجوم التنظيم على البوكمال، والذي يهدد طريق طهران – بيروت الاستراتيجي الذي تسعى إيران الى تثبيته في تلك المنطقة. كما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة بقوات وطيران التحالف الدولي، وتنظيم "داعش" في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة. وحققت المليشيات الكردية مزيدا من التقدم في المنطقة، لتشدد الخناق على عناصر التنظيم، وتقلص سيطرته في الجيب المتبقي له من جنوب الحسكة، وسط تصاعد حركة نزوح الأهالي من مناطق سيطرة التنظيم نتيجة اشتداد العمليات العسكرية وتصاعد وتيرة القصف على المنطقة.

وفي جنوب البلاد، قال "الإعلام الحربي" التابع للنظام "إن الجيش والقوات الحليفة يتابعون عملياتهم في أقصى ريفي السويداء الشمالي الشرقي ودمشق الجنوبي الشرقي، ويسيطرون على وادي عرعر ورسم الحتيتة من جهتي تل الأصفر والقصر ــ الساقية بعد معارك مع تنظيم داعش". وقال نشطاء إن قوات النظام تشن هجوماً منذ أيام على مواقع "داعش" في بادية السويداء الشمالية الشرقية، وتمكنت حتى الآن من استعادة السيطرة على بعض المناطق عند الحدود الإدارية مع ريف دمشق، على بعد نحو 50 كيلومتراً من منطقة سيطرة التحالف الدولي في التنف. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنه وثق مقتل وإصابة العشرات من عناصر الطرفين، خلال الاشتباكات وعمليات القصف في بادية السويداء، مشيراً إلى مقتل 9 على الأقل من عناصر التنظيم، فيما قتل 5 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وأوضح أن النظام أرسل المزيد من التعزيزات إلى ريف السويداء للمشاركة في عملية إنهاء وجود "داعش" بعد أن تمكن التنظيم من توسيع سيطرته في المنطقة. ويسيطر "داعش" على نحو نصف مساحة بادية السويداء، ويتمركز عناصره بشكل أساسي في المناطق الوعرة. وكان النظام السوري نقل، الشهر الماضي، عناصر من التنظيم كانوا في جنوبي دمشق، إلى محيط السويداء، ضمن الاتفاق غير الرسمي الذي توصل إليه الطرفان في مخيم اليرموك.



وذكرت مصادر إعلامية من المنطقة أن قوات النظام سيطرت حتى الآن على مدرسة الأشرفية والرحبة من جهة خربة الأمباشي في أقصى ريف السويداء الشمالي الشرقي بعد انسحاب التنظيم، الذي شن هجوماً معاكساً استرجع فيه منطقة بئر العورة. ورجحت بعض المصادر أن تكون معارك قوات النظام مع "داعش" في الجنوب السوري في هذا التوقيت مقدمة من أجل الالتفاف على مواقع فصائل المعارضة في الريف الشرقي لدرعا، خصوصاً في بصر الحرير التي تشكل السيطرة عليها عزلاً كاملاً لمنطقة اللجاة عن باقي مناطق المحافظة. وكان تنظيم "داعش" سيطر على تل الصفا، الواقع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود السورية الأردنية، أواخر العام الماضي، بعد انسحاب قوات النظام منه. ووصل إلى بادية السويداء عبر البادية السورية بعد انسحابه من مدينة البوكمال ومحيطها.

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات بين فصائل "الجيش الحر" والمجموعات المرتبطة بـ"داعش" عند أطراف بلدات حيط، والشيخ سعد، وجلين، في ريف درعا الغربي، بالتزامن مع قصف صاروخي متبادل بين الطرفين.

وفي شمال البلاد، عثر على جثتين اثنتين في مدينة أريحا جنوبي محافظة إدلب  بعد منتصف ليل السبت – الأحد، يرجح أنهما لعنصرين من "هيئة تحرير الشام"، جرى إلباسهما اللباس البرتقالي. وقالت مصادر محلية إن الجثتين وجدتا عند جسر الحديد، حيث جرى تعليق إحداهما وكتب عليهما عبارة "الدولة الإسلامية ولاية إدلب... جزاء ووفاقاً". وجاءت عملية القتل بعد ساعات من إعدام تنظيم "داعش" ثلاثة عناصر من "هيئة تحرير الشام" ذبحاً، بعد أن عمد لإلباسهم اللباس البرتقالي، في قرية كفر هند التابعة لمدينة سلقين بريف إدلب. وتعد هذه العمليات الأولى من نوعها لتنظيم "داعش" في المنطقة، حيث نشر التنظيم صوراً للجثث بلباس موحد. وكانت "هيئة تحرير الشام" تمكنت، الثلاثاء الماضي، من قتل 22 عنصراً من تنظيم "داعش"، في اشتباكات في قرية كفر هند بمدينة سلقين شمال إدلب.