روحاني لماكرون: لن نعدل الاتفاق النووي ونقبل التفاوض حول قضايا المنطقة

29 ابريل 2018
بحث الرئيسان التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي (فرانس برس)
+ الخط -
أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأحد، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن الاتفاق النووي مع إيران "غير قابل للتفاوض في أي شكل"، لكنه أشار إلى أن طهران مستعدة للحوار حول قضايا المنطقة.

وجاء ذلك، خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين، استمر لأكثر من ساعة، وتناول التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي، وتصعيد الطرف الأميركي المطالب بتعديله.

ووفقاً لموقع الرئاسة الإيرانية، فقد شدّد روحاني على أنّ "طهران لن تقبل بأي قيود جديدة تضاف إلى تعهداتها في بنود الاتفاق"، مشيراً إلى أن "إيران وضعت خيارات عديدة في حساباتها لمواجهة أي قرار أميركي مقبل".

وأضاف الرئيس الإيراني أن الالتزام بالاتفاق النووي ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة والعالم، معتبراً أنه كان الخطوة الأولى لمد جسر الثقة بين إيران والغرب.


ووصف روحاني المواقف الأميركية بأنها انتهاك صارخ للاتفاق، كونها تثير قلق كل أطرافه، وقد وضعت إيران في حسبانها احتمال خروج واشنطن من الاتفاق، قائلاً "حتى لو قررت أميركا البقاء كطرف في الاتفاق، لكنها إذا ما استمرت بسياساتها التي عرقلت تطبيقه خلال العامين الماضيين، فلن تتقبّل طهران ذلك بعد الآن".

ولفت إلى أن الحكومة اتخذت، أخيراً، قرارات عدة تتعلق بالروابط المصرفية والعملة الصعبة وغيرها من مسائل الاقتصاد، وجهزت كل سيناريوهاتها.

وجدّد الرئيس الإيراني لماكرون رفض بلاده إعادة التفاوض حول الاتفاق نفسه، لكنه أشار إلى أن إيران مستعدة للحوار حول قضايا المنطقة، بما يصب في مصلحة تحقيق أمنها واستقرارها، وانطلاقاً من مسألة الحرب على الإرهاب، مؤكداً كذلك اهتمام طهران بتطوير علاقاتها مع باريس على الصعد كافة، بما يحقق مصالح الطرفين.

من جهته، ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب موقع الرئاسة الإيرانية، أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا معنيان باستمرار العمل بالاتفاق، ويريدان البقاء فيه. ورأى أن هذا ينعكس بشكل إيجابي على ملفات المنطقة.

وأوضح كذلك أنه نقل للطرف الأميركي أهمية الاتفاق النووي، كونه يمثل نموذجاً لحل مسائل الشرق الأوسط بالحوار.

يذكر أن طهران وأطراف السداسية الدولية، عدا الولايات المتحدة الأميركية، ينتظرون صدور قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 12 مايو/ أيار المقبل، المتعلق بتمديد تجميد العقوبات على إيران واستمرار العمل بالاتفاق النووي أو الخروج منه.

وهدّد ترامب خلال تمديده الاتفاق قبل أشهر بأنها ستكون المرة الأخيرة إذا ما لم يتم تعديل الاتفاق، واتخاذ الأطراف الأوروبية فيه بالذات إجراءات صارمة تكبح مساعي إيران الصاروخية وسياساتها الإقليمية، ويقابل هذا تعنّت ورفض إيراني لما يصفه مسؤولو طهران باستغلال الاتفاق للضغط عليها في جوانب أخرى، رافضين بالمطلق إعادة التفاوض حوله.

وعقد الشركاء الأوروبيون اجتماعات واتصالات عدّة، والتقى ماكرون بترامب، أخيراً، وحاول إقناعه بالبقاء في الاتفاق في مقابل تعديله أو حتى الدخول في محادثات جديدة مع إيران، إذ يفرض الاتفاق النووي قيوداً على النشاط النووي الإيراني ويعلّق تخصيب اليورانيوم بنسب عالية، وهو ما أقلق الغرب بالدرجة الأولى خلال السنوات الماضية.

في شأن ذي صلة، أصدر مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، بياناً، اليوم الأحد، جاء فيه أن زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا يرون أن الاتفاق النووي مع إيران يشكّل السبيل الأمثل لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

وأضاف البيان أن ماي أجرت اتصالات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأكدوا جميعاً على ضرورة توسيع نطاق الاتفاق ليشمل قضايا من قبيل الصواريخ الباليستية، ونشاط إيران الإقليمي، مشيرين إلى التزامهم بالتعاون معاً والتشاور مع الولايات المتحدة لمعالجة العناوين العالقة التي قد تعرض على إيران في محادثات واتفاق جديد.